انطباعات مرافق للنشامى من عمان إلى الأوروغواي

دعوة كريمة تشرفني من قبل الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة نائب رئيس الاتحاد الدولي أتاحت لي فرصة التواجد هنا في قلب قارة امريكا اللاتينية تحديداً في الاوروغواي والاقتراب اكثر من اجواء مواجهة فريقنا الوطني امام مستضيفه الاوروغواي مساء الاربعاء المقبل في اياب الملحق العالمي المؤهل الى نهائيات كأس العالم (مونديال البرازيل 2014).
التواجد في قلب الحدث يعطيك الفرصة لتكون في قلب الحقيقة بعيداً عن الشائعات التي أضحت مؤخراً ظاهرة تفسد أجواء وفرصة منتخب النشامى بالارتقاء ولأول مرة الى هذه المرحلة المتقدمة من تصفيات المونديال، شائعات تطارد النشامى هنا وهناك.. تعليقات ساخرة بل قاسية لم يسلم منها النشامى وتحديداً حارسنا الشجاع محمد الشطناوي ومدربنا المصري حسام حسن المدير الفني لكتيبة النشامى.
بعد ساعات قليلة على الخسارة الثقيلة التي تلقاها النشامى في عمان الاربعاء الماضي في جولة الذهاب امام الاوروغواي بخامسية نظيفة تجمعنا في المقصورة الملكية داخل السرب الملكي بسلاح الجو الملكي في مطار عمان على بعد امتار من طائرة عملاقة ذات طابقين وفرها وقدمها للنشامى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفارسة الهاشمية الاميرة هيا بنت الحسين.
قبل الاقلاع بقليل وصل النشامى في حافلة واحدة ووصل كذلك الامير علي بن الحسين ليكون شخصياً على رأس بعثة النشامى وفي ذات الطائرة في رحلة مباشرة امتدت من عمان الى مونتيفيدو قرابة (15) ساعة قطعنا خلالها قرابة (13) الف كلم مروراً باجواء مصر والسودان وتشاد ونتجيريا عبوراً للمحيط الاطلسي وصولاً الى اجواء البرازيل التي حلقنا فيها فترة طويلة قبل الهبوط في عاصمة الاوروغواي الهادئة المطلة على المحيط.
قبل وخلال الرحلة وبعد الوصول كانت الاجواء داخل الطائرة العملاقة هادئة واسرية تبعث في النفس حالة من الارتياح خطوة أولى ومهمة لإبعاد النشامى عن اجواء خسارة عمان بل وطي صفحة تلك الخسارة بما لها وما عليها.. خسارة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تعبر عن الفارق الكبير في الامكانات الفنية بين منتخبين شاءت الاقدار ان تجمعهما المنافسة على البطاقة الاخيرة للمونديال بطاقة لقارتين عملاقتين اسيا وامريكا اللاتينية.
كان الامير علي بن الحسين طيلة الرحلة الطويلة هادئاً وكعادته متواضعاً يحاول زرع البسمة من جديد في نفوس وقلوب النشامى يبادلهم الاحاديث الودية.. مستمعاً آراءهم وملاحظاتهم ومبدياً اهتماماً كبيرا بأدق التفاصيل، وهنا بالمناسبة يكمن السر وراء ما حققه الامير علي من نجاحات وهو يقود سفينة الكرة الاردنية منذ قرابة (15) عاماً متجاوزاً حدود الانجاز تطلعاً للاعجاز.
اصرار الامير علي على الصعود الى الطائرة والتحليق مع النشامى من عمان الى الاوروغواي رغم خماسية عمان.. هو رسالة علينا جميعاً التقاطها عنوانها الرئيس دعوة للجميع الى البقاء مع النشامى والتعامل مع انجاز التأهل ولأول مرة الى الملحق العالمي على أنه بداية لمشوار طويل وليس نهاية مشوار كما يظن البعض.. او بلغة أدق كما يروق للبعض ممن لم يقنعهم انجاز النشامى الذي اصبح ظاهرة تشكل حالة اعتزاز وطني بل قومي.
دون الخوض في تفاصيل واسباب خسارة عمان بالخمسة ودون التفكير بما سيكون عليه الحال في مواجهة الاياب.. أدعو الجميع.. اسرة الكرة الاردنية وكل اركانها وانصارها في الداخل والخارج.. ادعوهم الى الافتخار بالنشامى ومواصلة دعمهم ومساندتهم ادعوهم الى عدم تداول الشائعات او تصديقها ادعوهم الى الابتعاد عن أي اساءات او محاولات تجريح شخصي للاعبين والمدربين والاخرين.. ادعو الجميع من الغيورين على مصلحة منتخب النشامى الى استثمار هذه الفرصة التاريخية لنقدم امام العالم ومن بوابة النشامى صورة حضارية عن كرتنا وعن وطننا وعن انفسنا.
هنا في قلب قارة امريكا اللاتينية يبدو ان حالة تعاطف مع النشامى وحالة من الاعجاب بانجاز منتخب تحدى ضعف الامكانات ووصل الى اعلى المراتب والمستويات.
النشامى ظاهرة حضارية وحدت الاردنيين والعرب والآسيويين تحت شعار واحد وهدف واحد.. وعلينا تعزيز هذه الظاهرة والبناء على اساسها.
التحية لكم هذه المرة من هنا على شواطئ المحيط الاطلسي من آخر العالم من اجواء النشامى.
والله الموفق