«مجدّرة» متعددة الجنسيات

انسجاما مع الحالة المادية «المُزْرِية» التي نعاني منها «أقصد عائلتي وأنا وأمثالنا من الطبقة الكادحة»، فقد لجأنا الى سياسة «ربط الأحزمة»، و»ترشيد الإستهلاك»، مكرهٌ أخاك لا بطل. وبتنا نحسب حساب كل قرش أين يذهب وفيما يذهب.
ومن هنا أصبحت أكلة «المجدّرة» ما غيرها، وجبتنا «المفضّلة»، أبا وأمّا وأبناء.
لدرجة أننا حطّمنا الرقم القياسي في تنظيف «الطنجرة» بما لا يحدث في الزمن الماضي، أو في أية أكلة أُخرى.
ولم تعد «المجدّرة» طعامنا في الشتاء كما هي العادة لدى «الطبقات الأُخرى» التي تجد لديها «رفاهية» لتصنيف الاكلات الى «صيفية» و»شتوية».
يعني صار، «الطايح رايح».
المهم يا سادة يا كرام، كما يقول «الحكواتي»، طلبت مني زوجتي مكونات «المجدّرة». فذهبتُ الى الى «المؤسسة المدنية» لشراء «العدس». فاكتشفتُ أنه من «كندا». و»البرغل» من «تركيا». والبهارات من «الهند».واتجهتُ الى محل الخضار لأشتري «البصل» ـ ما غيره أبو ريحة»، فاكتشفتُ أن البصل من «الصين» أو «لبنان».
وهكذا وجدتُ نفسي وعائلتي نتناول «مجدّرة» متعددة الجنسيات. ولحسن الحظ ان «الأكلة « لا تحتاج الى معرفة باللغات الأجنبية، والا لكان وضعنا «زنون» ولاحتاج الأمر الانتساب الى الى عدة معاهد لتعلم اللغات الخاصة فقط بأكلة «المجدّرة». كيف لو أننا أردنا عمل «كبسة»، لاحتجنا تعلم اللغة الإنجليزية أو الهندية لان الأرزّ إما «أمريكي» أو «هندي».
وكان بودّي وأنا «أحوس» في محل الخضار ان أشتري «بندورة»، لكنني وبسبب ارتفاع سعرها، أقلعتُ عن تلك الفكرة وخاصة وان البندورة «ام خدود حمرا» مصدرها «لبنان»، وكذلك «البطاطا» التي يمكنها وبكل جدارة ان تدخل مسابقة «أغلى خضار في الاردن لعام 2013»، وأقترح ان تشارك في مسابقة «مس جوردان»، وتكون البندورة «وصيفتها».
اكتشفتُ ـ وكل اكتشافات ـ،أن هناك جزرا، من «إسرائيل» وحمّصا من «أمريكا» و»الثوم» أبو ريحة جنان» من «الصين».
وأنا المواطن»...»
وصحتين وعافية!!