سيرة وطني الأردن سيرة عطرة

سيرة وطني الأردن سيرة عطرة

 

بقلم: شفيق الدويك

 

إستقبلت هذه الأرض الطــــيبة، مثلما تعودت منذ آلاف السنين، بذرتين هما (أنا و أنت)، و تعهدت بصدق لي و لك أن تكون مهد الطفولة، مرتع الصبا و حاضن رفاتي و رفاتك بعد أن نقضي.

 

سقتهما السماء، ثم تفتحت من البذرتين (أنا و أنت) ، و غدونا شجرتين باسقتين مثمرتين، جذورهما ضاربة في عمق هذه الأرض المقدسة المباركة التي نشعر بأنها مقتطعة من الجنة، وهاماتهما تتجاوز هام السحب الآن، و يغمرهما الإحساس بالفخر و الإعتزاز و الإباء ، و بعشق هذه الأرض.

 

تنفسي و تنفسك، ظلي و ظلك الوارفين يشكلان إستراحة للبراعم الناشئة، تماما مثلما يشكّــــل ظل الشجر الأكبر إستراحة و حماية لي و لك.

 

يستقبل صدري و صدرك بتحدٍ ، و بدون تردد أو خوف لأننا لا نعرف التردد أو الخوف ، هبوب الريح العاتية، و نتحمل معا حرارة الهجير و شدة الزمهرير، و في الوقت نفسه نستمتع بحبات المطر ، قطرات الندى سوية وقطـــاف من مر بنا ! و الكلام يطول عن علاقتنا القوية و إرتباطنا الأزلي.

 

أنا و أنت، جذوري و جذورك و غذائهما من نفس المصدر، و ذرات التراب التي تعانقهما، و الطيور (المهاجرة و غير المهاجرة) التي تمر ثم تقف على أغصاننا، و ما بيننا من أحاديث و ذكريات النشوء و النمو و إستنشاق الهواء من نفس المحيط و الجوار... من تاريخ طويل شكلت مجتمعة سيرة هذا الوطن الجميل (الأردن) shafiqtdweik@yahoo.com