ألإخوان المسلمون في اُسكوبية القديمة

نشرت أسبوعية ريبوبليكا المقدونية هذا التقرير على صدر صفحات عددها الأخير . أنقله كما ورد بتصرف لا ينتقص منه ولكنه يزيل الإطالة المسهبة في الحديث عن تاريخ الجماعة . وأتيح للقاريء الكريم فهم منطق الآخر من غير المسلمين من ذوي المرجعيات الأمنية والإستخباراتية .
وها هو مقدمة التقرير : ( عاد هذا التنظيم الخطير للعمل السري في مصر . ويهدف لإعلان الخلافة الإسلامية من إسبانيا وحتى أندونيسيا وله أتباع في مقدونيا ) .

أخذ شعار رابعة ذي الأصابع الأربعة المشرعة والإبهام المطوي ينتشر في ساحة العاصمة اسكوبية القديمة . والشعار أتى بعد مذبحة ميدان رابعة العدوية بحق الإخوان المسلمين وأنصارهم ممن رفضوا الإنقلاب السيسيّ العسكري . وإذن فهو يرمز للتحدي , وهنا تكمن الخطورة .
ومن هنا , تطرح قضيتنا التي نحن بصددها في هذا التقرير نقاشاً حول ما إذا كان التطرف الإسلامي قد وصلنا بعدما كان يشيع هنا وهناك بدرجات أقل ؟
ألإخوان المسلمون من أبرز الفصائل الإسلامية المتطرفة التي ينتسب إليها أحد مواطنينا وهو الداعية بكر حليمي الذي كان نائباً لقائد جيش التحرير الألباني إبان الحرب الأهلية عندنا . بالإضافة إلى رجب طيب أوردوغان رئيس الوزراء التركي الذي كان السياسي الوحيد في العالم الذي آزر الجماعة ورفع شعار رابعة . ومما لا شك فيه أنه يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط هنا . فمنح الجماعة زخماً أكبر , مع العلم أنه لا يستهان بها .
علينا أولاً أن نلاحظ ما يجري عندنا الآن ثم التأثيرات القادمة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الصغرى .

ذوو اللحى الطويلة والواقع الألباني

فالمراقبون والمحللون العاديون , لم يشاهدوا شعار رابعة يرتفع على دكاكين وبقالات السوق القديم وعلى جدران أحياء يحيى باشا وتشاير واسكوبية القديمة . لكن المهتمون لاحظوا الشبان ذوي اللحى الطويلة والسراويل القصيرة الخضراء يملأون هذه الأحياء جيئة وذهابا .
وفي بيت بازار . يزهوا الفتيان بتلاوة القرآن باللغة العربية . فيما انتشر الحجاب والخمار بشكل غير مسبوق بين تلميذات المدارس وطالبات الجامعات وكذلك العاملات .
لا نتهم جميع الألبان , وهم يشكلون النسبة العظمى من مسلمي مقدونيا , بالتعصب والتطرف الديني . فمنهم من يعي نتيجة وقوع صدام مسلح مع الغرب وأمريكا وكارثيته عليهم . عدا عن الألبان يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم أكثر من الشريعة الإسلامية لكن هؤلاء الشبان وبتمويل من الشرق الأوسط يريدون إشعال المنطقة .

ألإخوان المسلمون وتركيا
أسس الإمام حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 . واستطاع هادموا الخلافة العثمانية حصارها . لكن تغييرات عسكرية حدثت حوّلت المعادلة . فجاءت حماس إثر الإنتفاضة الفلسطينية الأولى ولا زالت قائمة . وأصبح حصارها عسير فالظروف تخدمها , ولهجة تحديها لم تنبطح رغم الإطاحة بالرئيس محمد مرسي . والذي بسببه , ولد شعار التحدي رابعة .
وكان أوردوغان يعمل معه لإنشاء شرق أوسط جديد . ومع ذلك , ها نحن أمام تحدٍّ أوردوغاني وإصرار كبيرين .
من سينتصر في البلقان ؟ لا ندري . فعوامل بلقانية عديدة يجب أن تُدرسَ بعناية قبل الإجابة .
بكر حليمي : درس الشريعة الإسلامية في الجامعة الأردنية وهو داعية إسلامي كبير . ويناصر الثورة السورية الأمر الذي بات يربك العالم بأسره من مستقبل التيار الإسلامي إن وحّدته الظروف ومعطيات المستقبل .