الذكرى الغالية
14 تشرين الثاني هو عيد اردني بهيج ويوم بركة وسعد وطالع خير على بلدنا. يوم ميلاد الملك الهاشمي الفذ سيظل يوما من اعز ايام الاردنيين واغلاه على قلوبهم. يشكرون فيه الله على نعمائه إذ وهبهم واكرمهم بالحسين ملك البناء والانجاز.
لقد وجد ال البيت الاطهار في هذه البقعة العربية المباركة كل محبة والتفاف وثقة والتقى كل ذلك بحكمة القيادة ورحمتها فكان الاردن المعاصر الآمن المستقر الذي يرنو ابناؤه الى القدس وحمى العرب المغتصب ويتطلعون الى يوم التحرير والحرية بشغف الفرسان ويقين المؤمنين.
لقد مثل الحسين تغمده الله برحمته ارفع قيم القيادة والفروسية وتقاليدها. فكان الأخ والاب الحاني والقائد الشجاع والراعي الصالح الذي كرس عمره لتقدم الاردن ونهضته وعزته.
ولما مات الحسين غمر الحزن قلوب الاردينيين وتدفق في شوارعهم صبيبا من الالم الذي لا يوصف. حزن شعبنا لما مات زعيمه في حين ان الشعوب تغتال قادتها وتنكل بهم وتعلقهم على اعواد المشانق وتقصل اعناقهم وهتافات النصر تصم الاذان.
ان ما يجعلنا نستذكر يوم مولد الحسين بفرح غامر هو انه ترك فينا فلذة كبده ونجله عبد الله ابو الحسين الذي حمل البيارق والاعباء الجسام بعزم الابطال وبصيرة القادة الملهمين فمضى بنا على دروب الخير والبناء والامن والاستقرار، معززا مؤكدا على نهج القيادة الهاشمية وتقاليدها ورحمتها وانخراطها في هموم الناس وحاجاتهم.
سيظل 14 تشرين الثاني يوم فرح وسعد ومجد فهو اليوم الذي جادت به السماء علينا باعظم القادة واكثرهم تغلغلا في القلوب الملك الهاشمي الحسين بن طلال على روحه الطاهرة رضوان الله ورحمته وغفرانه.