النظام المصري يلفظ انفاسه الاخيرة .!؟
النظام المصري يلفظ انفاسه الاخيرة .! كوثر عثمان
* محاولة استجداء السلطة بطريقة مهينة كهذه التي يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك اخرجته من هيبته كرئيس المفترض الحفاظ عليها امام ابناء شعب كشعب مصر ذو تاريخ نضالي مشرف في حروبة الكثيرة التي خاضها مع العدو الاسرائيلي ، نظام مبارك يلفظ انفاسه الاخيرة فهو رغم تعهداته المتعددة باجراء الاصلاحات ورغم حركة التغيرات السطحية التي قام بها من تعين نائب للرئيس ورئيس للوزراء وفصل لاعضاء من حزبه الحاكم واصداره مذكرة الاعتقال لعدد من الفاسدين والمتسببين في نهب ثروات البلاد ، واعلانه عن محاكمتهم واستجوابهم ، الا انه على ما يبدو ان جميع هذه المحاولات لم تكن سوى لعبة فارغة لوعود كاذبة هدفها كان امتصاص ثورة الشباب المصري ثورة 25 يناير ، والالتفاف على انجازاتها الايجابية التي بدات تظهر على سطح الحياة السياسية ،والتي كان اهمها كسر حاجز الخوف لدى الجميع وهو الذي راهن عليه مبارك اكثر من مراهنته على قوة اجهزته الامنية في القمع والتعسف والبطش
الايام القادمة خطيرة لكنها ستكون حاسمة لانها حبلى وبمخاض عسير ، ولا احد يمكنه ان يتكهن بما ستنجلي عليه الساعات القادمة او الايام القادمة والتي نامل ان لا تكون طويله ،ولكننا واثقون انها ستاتي بكل الخير لعموم ابناء ارض مصر مسلميه ومسيحيه ، بتعجيل حسني مبارك تنحية او تخليه عن السلطة او اعلانه مغادرة البلاد او البقاء فيها فهو راحل ،راحل لا محالة مهما حاول اطاله فترة حكمه
الحكمة والتسارع الان مطلوبان من الجانبان : فعلى مبارك الاسراع بالتنحي وترك السلطة والاعتذار لشعبه عما سببه لهم من الام ، وعن الجوع والحرمان والقمع والتعسف والجور والطغيان الذين ميزا فترة حكمه القمعية ، وفي النهاية للشعب الحق المسامحة او طلب المحاسبة والمحاكمه ، كما انه من حق الشعب الكادح ان يسال عن مصدر ثروته البالغة 70 مليار حسب ما اوردته الصحف البريطانية والالمانية ، وانه يجب ان يعطي تفسيرا مقنعا باجابات خاليه من المراوغة عن الـ 2 دولار التي هي معدل دخل الفرد المصري اليومية ،
الثورة الشبابية التي ما كانت لتحدث لولا الظلم الجائر الذي اوقعه هذا النظام لاكثر من ثلاثون عاما ،على هذا الشعب هذه الثورة الشبابية يجب ان تستثمر استثمارا واسعا ايجابيا وبناءا في مجالات البناء والتطور والحريات ،وان تكون هناك استراتيجيات واسعة تركز على برامج للاصلاح السياسي والاجتماعي وبناء قطاع التعليم وتوفير فرص العمل على اساس تشترك فيه جميع الاحزاب السياسية مع التاكيد على وجود انتخابات حرة ونزيهة وسياده للقانون ودستور جديد يضمن الحقوق ويحاسب المسئ والمخطئ عقب مرحلة الفساد المالي والاداري التي اصابت معظم مؤسسات الدولة المصرية ولكل المستويات بسبب سوء الادارة الاقتصادية واساءة استغلال السلطة واساءة معاملة ابناء الشعب ، والقمع الفكري ومصادرة الحريات ، ونهب المال العام
ثورة مصر بشبابها، مسلميها ومسيحها واحتجاجاتها الصاعقة هزت اركان حكم مبارك وافاقت امثاله من الحكام العرب اللذين لم يخطر ببالهم ان هذه الشعوب تشترك معهم في صفة الانسانية والتي ابتدات في تونس وانتقلت الى مصر، فهوى الاستقرار الذي حاول مبارك ايهام العالم بانه موجود على مدى سنوات حكمه الثلاثون الامر الذي يضع مئات من علامات الاستفهام حول مقدرة قوات امنه وحرسه الرئاسي في الحفاظ والثبات على حكمه ،يبقى المطلوب اصلاحات كاملة وشاملة لجميع اجهزة السلطة التشريعية والقضائية والامنية ،
الموقف الان بحاجة لوقفة اجتماعية ناجحة والمطلوب بالحاح ان ياخذ الجيش دورا ايجابيا باقالته للرئيس او اجباره على التنحي ، المماطله لن تفيد النظام ولن ترمم ما افسده الدهر ونخرته السياسة الهوجاء التي اتبعها مبارك ،نفهم ونقدر وقوف الجيش في البداية حائلا بين المتظاهرين واعوان النظام لكن الان الامور اختلفت بطريقة توجب على الجيش التدخل، فالقتلى باعداد كبيرة وهناك ضغط دولي ،واستياء محلي لان العنف ما زال قائما ، والمضايقات ما زالت مستمرة
دعوتنا للجيش ان يتدخل بان يدعو حاكمه العسكري للتنازل والتنحي ، وان لم يستجب عليه ان يتحرك للقصر الرئاسي وينهي فترة حكمه بالقوة ، والجيش المصري البطل الحر الشريف اذا كان لا بد فانه سيفعل ذلك، فقد فعلها سابقا مع الملك فاروق عندما اجبره الجيش على التنازل عن العرش والسفر خارج مصر .
لكن ما يمكن ان يثير الشكوك حول ارهاصات الفترة القادمة وما سيطرا فيها من تطورات وتغيرات كثيرة متلاحقة بناء على المستجدات على الارض هو بقاء الجيش على الحياد ،فالجيش يجب ان يكون له دور ، لانه لا يوجد حياد للمؤوسسه العسكرية ، لكن حيادية الجيش تضع اكثر من علامةاستفهام لان الكلمة الان يجب ان تكون للجيش بانصاف المظلوم من الظالم وباحقاق الحق ،والتي بالتاكيد لن تكون في مصلحة النظام ، مما يضع امامنا تفسيران :
اولهما ان الجيش ربما في حساباته ينتظر ان هنالك اجندات سياسية خارجية سيتم تنفيذها داخل مصر تاتي من خارجها وعليه الانتظار
وثانيهما :ربما لا يزال في نيته الحفاظ على رموز النظام كون المؤسسه العسكرية ( قوات الامن ، والحرس الرئاسي والجيش ) هي من رموز النظام وفي الحالتنين الخيارات ليست في مصلحةالثورة ولا مصلحة المعتصمين في ميدان التحرير وفي كل الميادين المصرية في جميع المدن والقرى والمندلعة فيها الثورة بقوة ،كرة الثورة الايجابية الان في مرمى الجيش المطالب بتغير الواقع الفاسد بعقلانية ، ونحن والعالم بالانتظار
وعلى عهد الكلمة الصادقة نلتقي باذنه تعلى