ماذا فعلت بنا يا "كافاني"؟


العجب العجاب لمدرب أعتقد أن اللعب أمام "كافاني"، ورفاقه نزهة بحرية، يبحر من خلالها إلى بلاد السامبا، يحمل معه أحلام متعطشة من الملايين العاشقة لكرة القدم، ومنتخبها الوطني. تمنينا من "الحسام" المشغوف بحبّ التحدّي، والمغامرة، أن يحترم تلك النجوم المتلألئه بالملايين ، وكأنها جاءت لحصة تدريبية تتنفس من خلالها الهواء العماني، وانجازات عمدتها بلتاجي، ويلقون التحية على أبطالنا الشجعان الذين سقطوا في معارك العزّ، والتحدي.

لا يعلم "الحسام" أن احترام الخصم، من الأساسيات الأولية لفكر المدربين الجدد، وتدرّس في الدورات التدريبية العالمية، وأن اللعب أمام نجوم مدججة بالانجازات الكروية، تحتاج لدراسة تفصيلية، لكيفية إيقاف تسوناميهم القادم، ولو بأقل الخسائر، وأن المغامرة، والمجازفة هي مواصفات تكتيكية لمدربين هواة، لا يملكون فكراً كروياً عال، يمكن أن يثبط المخزون الخططي عند المدرب الخصم.

لا يستحق فريق "النشامى" أن يخرج خال الوفاق من حلم راودهم، وراود عشّاقهم من الجماهير منذ أسابيع مضت راهنوا من خلالها، على الروح القتالية، والمساندة الشعبيةّ وحكمة مدربها في وضع التشكيل، التي يمكن من خلاله الخروج بوجه مشّرف أمام العالم الذي يرقبنا في الوسائل الإعلامية العالمية، والمجلات الكروية، التي تغنّت بفريق النشامى، عبر سنوات ظن الأردني أن الحلم يمكن أن يكون حقيقة، إذا وجد التخطيط السليم، والبرامج التي تعتمد على المنهجية العلمية.

بالمقابل لم يكن "كافاني"، عطوفاً، وحنوناً مع النشامى، علماً أننا عشقناه عندما كان لاعباً في المهدّ، حتى بات نجماً كروياً، يتمتع بمواهب فردية، وقدرات إبداعية في عملية التفريغ، والتوزيع، والانقضاض على المرمى المتيّم بحارس مرمى ما زال يبحث عن فرصته، لكي يكون نجماً أساسياً في فرق المقدمة، بعد سنوات مضاها في مقاعد الاحتياط، متمنيين له حظاً سعيداً في المرات القادمة، إذا بقيّ "الحسام" مدرباً. وبالعودة إلى "كافاني" الذي قدّم لنا نموذجاً كروياً في العطاء، والبحث عن المجد حتى لو كان المنافس فريقاً ما زال يبحث عن مجد تهاوى بأقدام اللاعبين، وبفكر جهاز تدريبي مازال يجهل شخصية اللاعب الأردني، وقدراته.

قد نكون خسرنا المباراة الحلم، لكن كسبنا مشاهدة نجوم سجّلوا تاريخاً رياضياً لبلدانهم، واستطاعوا أن يبنوا مدارس كروية مازال تتوارثها الأجيال، حتى باتت كرة القدم، تساهم في الدخل القومي لبلدانهم، وتنعش اقتصادياتها التي تهالكت يوماً من الأيام، ومع ذلك كافحوا من أجل أن تبقى الرياضة مادة إعلامية، وتاريخية تنصفهم في صفحات المجد، الذي يؤرخها علماء الرياضة، وعلم النفس.

ومع ذلك كل التحية لنجوم منتخبنا الوطني الذين استطاعوا أن يزرعوا الابتسامة على محيّانا التي غيّبت عنا جراء الأوضاع الاقتصادية الحرجة، المتطلبات المعيشية القاسية.