الامن والدرك حققا هدف الفوز الأمني .. هتافٌ واحد وصفٌ واحد .. فازت الاوروغواي ولم يخسر الأردن !!

رائده الشلالفه لـ أخبار البلد
 
وسط خيبة أمل اجتاحت عموم الاردنيين بخسارة  منتخبنا الوطني امام ضيفه منتخب الأورغواي بخمسة أهداف مقابل لا شيئ، في ذهاب الملحق العالمي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014، غادر الجمهور الاردني مدرجات ستاديوم عمان الدولي حتى قبل انتهاء شوط المباراة الاخير مع تسجيل الاورواي الهدف الرابع لا الخامس.

خرج جمهورنا الاردني لا نبالغ ان قلنا بحسرة ولوعة، ولا عجب وأن جيل مدرجات الملاعب هو جيل لم يعاصر سوى الهزائم السياسية لتليها الهزائم الرياضية، والتي استعاد معها هزيمة نفسه امام أحلام طوعتها له مخيلته البسيطة بأن في الفرح من متسع !!

الجمهور الذي زاد تعداده عن الـ 25 الف متفرج، نكاد نجزم أن ثليه استدان ثمن التذكرة فيما اذا استثنينا اسعار التذاكر التي تم بيعها في السوق السوداء لتجار المواسم الذين لا يختلفون كثيرا عن تجار الحروب.

الاردني الذي استدان ثمن التذكرة، كان على اتم الاستعداد ان يستدين الاف الدنانير ثمنا للتذكرة لو ان الفوز والفرح مرّا بالصدفة بين اقدام اللاعبين وكرة كانت تتطوح في جنبات الستاد تزفها اعين الالاف ينتظرون ان تحط في شباك الاوروغواي، لكن عبثا ظل ينتظر وعبثا كانت الكرة تفر من الة الفرح لتنحاز الى الجانب الخصم، وعبثا كان ينتظر فالافراح بلغة الفوز لم تكن تعرف طريفها الى احلام البسطاء.

السؤال الذي نسأله بحرقة ونحن نتلقف خماسية من العيار الثقيل، لماذا انتظرت مؤسساتنا الحكومية التشريعية مثلا لتدعم منتخب النشامى وهو على عتبة لعب مباراة حاسمة ومصيرية كالتي جرت مساء اليوم، لماذا ليس لدينا خطة حكومية مالية لدعم الاتحاد الاردني لكرة القدم، بحيث يصار الى تخصيص جزء من الميزانية المهدورة اصلا لصالح الاتحاد والمنتخب، لماذا انتظر مجلس الاعيان ليدفع الفتات في الرمق الاخير ، لماذا ليس لدينا وزارة مستقلة لرياضة كرة القدم والرياضات الاخرى، ولماذا يتم التعامل مع الاتحاد الاردني من قبل الدولة والحكومات المتعاقبة وحتى حكومة عبد الله النسور بوصفه "اكسسوار"، أو ديكور رياضي  لمؤسسات الرياضة والشباب ؟؟

فعندما نتحدث عن دفق مالي، فاننا نتحدث عن امكانات عالية وخطط تطوير وربما ابتعاث ودورات كان من شأنها ان ترفد المنتخب بالقوي العميق لينافس كما يجب وليس كما هو مأمول فحسب.

خسارتنا رغم عدم تكافؤ الفرص وعدم تكافؤ المقارنة بين صاحب المركز السادس عالميا وبين منتخبنا صاحب السبعين، بين صاحب أول فوز واستضافة لبطولة كأس العالم لكرة القدم بعد تغلبه على منتخب الأرجنتين عام  1930  ، وبين منتخب اردني وطني يتم التعامل معه كالابن اللقيط ، لا شك كانت خسارة قاسية أكثر من موجعة!!

اللافت في حجم الوجع ان ثمة فوز شهدناه قبل وخلال وفي اعقاب مباراة اليوم، حيث توحد الاردنيون كما لم يقفوا من قبل على ذات العتبة وذات الصف، كان الهتاف واهد هتاف نظيف بعيد عن لغو التفرقة الاقليمية ، فقد كان الوطن حاضرا وكان الوعي حريصا وكان موسم عرس حقيقي وان تكلل بالخسارة.

الفوز الاخر يُسجل لصالح جهاز الامن العام وقوات الدرك، الذين استطاعوا ضبط 25 الف مواطن والخروج بهم من جنبات المدرجات دون اي احتكاك او اشتباك او حتى شتيمة رغم مرارة الهزيمة .