بلاد العرب اوطاني



مبكراً حفظنا نشيد بلاد العرب أوطاني ، ومتأخراً نسيناه ، وبين الحفظ والنسيان مرحلة زمنية كُنا فيها مغيبين تماماً عن حاضرنا ، وكان غيرنا واعٍ تماماً لهذا الحاضر وبالتالي لم يعجبه ، وبدأ يخطط لتغييره ونجح بامتياز .
كنا جسداً واحداً كما يقول النشيد من الشام لبغدانِ ، ومن مصر لتطوان ، فلا حدٌّ يُباعدنا ، ولا دينٌ يفرقنا ، لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان ، وهذا الجسد المكتمل عزة وكرامة ومجداً وشموخاً لم يرُق أبداً لغيرنا فحاول تقطيعه إلى أجزاء ، بل أشلاء لا حياة بأي قطعة ، وحتى لا نرفض هذا الواقع الجديد أوهمنا بمقولة الاستقلال ، ولأن الجاهلية ما زالت فينا انتفخنا ، وظننا أننا انتصرنا على بعضنا ، وأخذ كل منا يتباهى بمساحته وعدد سكانه ، وهنا دعوني أقتبس من مسرحية العيال كبرت هذا المقطع عندما سأل الأب رمضان السكري ابنه سلطان عن السيارة فقال له : إنها ممتازة وبخير ولكن كل جزء مستقل بذاته ،لكن دون فاعلية ، بمعنى أن الدواليب في مكان ، والموتور في مكان آخر ، والكراسي ، والأبواب و .. و.. لقد كان استقلال الدول العربية مثل استقلال قطع سيارة رمضان السكري .
متى نفكر أن نشجع أطفالنا على حفظ " بلاد العُرب أوطاني " بعد أن نسيناها