الأسئلة الحائرة في شارع الصحافة

كان التغيير الذي جرى على مواقع الإدارة ورئاسة التحرير في صحيفة الدستور قبل سنوات قليلة مستهجنا ولم يتوقعه احد في يوم، كما أن أسبابه الحقيقية ظلت طي الكتمان حتى اليوم. ويمكن القول إن سيف الشريف الذي كان مديرا عاما ورئيس مجلس ادارة لسنوات طويلة قد عزل بطريقة لم يتوقعها هو نفسه، مضافا الى ذلك تجريد العائلة من المناصب التي كانوا يتولونها، علما انهم جميعا ليسوا من اي معارضة، وإنما من مجاميع الولاء التام بدلالة ما تولوه من مناصب عليا في الدولة، فما الذي دفع الى اخراجهم او معاقبتهم كأشخاص طالما استمر حال ونهج جريدتهم على ما كان عليه، بفارق التردي والتراجع المهني والفني بعدهم.
اليوم تحتل صحيفة الرأي المشهد الصحفي برمته، وما يجري بها ليس مسبوقا في تاريخها لعهدها صحيفة حكومية بامتياز، وما يقال بكونها حاضنة لما يعرف بالتعليمات والتوجيه، فكيف استوى تحولها المفاجئ وانقلابها على الحكومة الى درجة المواجهة معها، ومن يمكنه ان يصدق بعدم السيطرة على من فيها وعدم القدرة على التدخل وضبطها كما هي عليه دائما، ام ترى أن كل ما يجري مقصود ومبرمج.
الاسئلة الحائرة كثيرة طالما كل ما يجري غريب ويحدث ممن اعتادوا جهة الحكومة ظالمة او مظلومة، ويكفي سياستها وبرامجها من المعارضة والحراك الشعبي لتنال كل الرضى وليس اي غضب.
ما الذي يمكن ان يحدث الآن والى ماذا ستنتهي الامور، طالما ان الجريدة تديرها الحكومة عمليا ومن فيها لم يعتادوا رعاية غيرها، وهل سيكون هناك فرق إن استبدلت الادارة او حتى ادارة التحرير، أو لم يكف أن يكون كبش الفداء علي العايد وحده فمن سيضاف اليه.
معلوم ان انتخابات نقابة الصحفيين تطل في المشهد وهي على الابواب عمليا، فما الذي ستعكسه المتغيرات في الرأي وقبلها بالدستور وما حل بالعرب اليوم عليها، وهل بإمكان الوسط الصحفي أن يحدث تغييرا جديا في ضوء ما يجري.