الأردن يعيش على وقع مباراة ''النشامى''
أخبار البلد
هيمنت المواجهة المرتقبة بين منتخبي الأردن وأورغواي بمباراة الذهاب ضمن الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم بالبرازيل العام المقبل, على الأجواء بالمملكة التي تبدو على موعد مع التاريخ لتحقيق إنجاز غير مسبوق للكرة الأردنية التي بلغت هذه المرحلة من التصفيات للمرة الأولى بتاريخها.
ورغم الفارق الكبير بالمستوى بين المنتخبين، فإن الأردن صاحب المركز الـ70 في التصنيف المعتمد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بدا مدركا لمستوى أورغواي التي تحتل المرتبة السادسة بذات التصنيف، إضافة لكتيبة من النجوم ينشطون بأكبر الأندية الأوروبية.
وقبل يوم واحد من موعد المباراة، عاشت العاصمة عمان منذ وصول بعثة منتخب أورغواي -قادما من تركيا التي أجرى فيها معسكرا تدريبيا أمس الاثنين- أجواء المبارة، حيث كان المئات في استقبال المنتخب قرب الفندق الذي سيحل فيه خلال إقامته.
كما عاشت مدرجات ملعب عمان الدولي عصر الثلاثاء أجواء صاخبة عندما حضر الآلاف من الأردنيين التدريب الأخير لمنتخبهم وسط تشجيع كبير، وكأن المبارة تعقد في وقت التدريب.
وحاول الآلاف من الأردنيين حضور تدريب منتخب أورغواي، إلا أن قوات الأمن منعتهم بناء على طلب المنتخب الضيف الذي سمح فقط لوسائل الإعلام بحضور التدريب الأخير للمنتخب.
وسيطرت المبارة على الشارع الأردني الأيام الماضية، حيث قام التلفزيون الأردني بفتح موجة "تليثون" لجمع التبرعات للمنتخب، وتمكن من جمع نحو ثلاثة ملايين دولار، تبرع الملك عبد الله الثاني بنصف مليون دولار منها.
اهتمام سياسي
وكان اهتمام السياسيين لافتا بالمباراة، حيث أبرزت الصحف تصريحات لولي العهد الأمير حسين بن عبد الله، عوضا عن أخبار تفيد بنشر شاشات كبرى في محيط ملعب المباراة وفي ملاعب ومراكز شبابية وغيرها بطلب من ولي العهد.
وكانت قضية تذاكر المبارة قد سيطرت على الشارع الرياضي الأردني، بعد اتهامات من قبل مشجعين لاتحاد كرة القدم بضعف ترتيب بيع التذاكر، إضافة لظهور ما وصفوه بـ "سوق سوداء" بيعت من خلاله التذاكر بمبالغ مضاعفة.
وعلى صعيد التوقعات الفنية, أقر نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الأردني الأمير علي بن الحسين بصعوبة المواجهة، قائلا في تصريحات مقتضبة أثناء مراسم وصول النسخة الأصلية من كأس العالم للأردن اليوم الثلاثاء، إن مواجهة منتخب كان يتربع على رأس تصنيف الفيفا تبقى صعبة.
أما المدرب المصري "للنشامى" حسام حسن فاعتبر أن المهمة أمام أورغواي "صعبة لكنها ليست مستحيلة". وبدا أن حسن يلعب على الجانب المعنوي للاعبين والمنتخب عندما قارن بين هذه المواجهة وما عاشته مصر من تجربة مماثلة عندما قابلت في مباراتها الافتتاحية بكأس العالم عام 1990 منتخب هولندا الذي كان يتربع على عرش التصنيف الدولي لمنتخبات الكرة.
وأكد أنه سيركز على جوانب القوة لدى المنتخب الذي سيغيب عنه حارس المرمى عامر شفيع والمدافع محمد الدميري بسبب الإيقاف، كما سيغيب المدافع أنس بني ياسين بسبب الإصابة.
حدث تاريخي
في ذات الإطار، قال المحلل الرياضي عوني فريج "نحن في الأردن نعيش حدثا تاريخيا لم يحصل لنا منذ تأسيس اتحاد كرة القدم عام 1949، نحن اليوم على بعد خطوتين من حلم بلوغ المونديال، وهو أمر كبير بالنسبة لبلد بإمكانيات الأردن مقارنة مع دول تفوقه كثيرا".
وأضاف فريج للجزيرة نت أن الجمهور الأردني ورغم إدراكه لصعوبة المهمة "إلا أنه يريد أن يكون لبلاده بصمة في فرصة تاريخية خاصة وأننا نتوج التاريخ الحديث للكرة الأردنية المليء بالإنجازات".
يُشار إلى أن الأردن لم يسبق له تخطي دور المجموعات في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، لكنه حقق هذا العام إنجازا غير مسبوق.
وكان المنتخب الأردني فاز على كل منتخبي نيجيريا في عمان، وزامبيا في الدوحة بنفس النتيجة واحد مقابل لا شيء خلال استعداداته لمباراة أورغواي.