القلم والبندقية...؟


- من المؤسف والباعث على الغثيان ، هذا التدهور المتسارع الذي تشهده الصحف الورقية الأردنية عامة ، وصحيفتي الدستور والرأي خاصة ، وصحيفة العرب اليوم من قبل ، أما وإن تمكنت من تأكيد تعاطفي التلقائي مع زملاء المهنة والعاملين في الصحف ، على شتى مواقعهم وأدوارهم في إنتاج الجريدة مع كل فجر ، فلا شك أن مسيرة هذه الصحف التي تتعرض الآن إلى عمليات جراحية ، في غير أماكن الأوجاع التي تحتاج للعلاج ، فإن الأمر ولا شك هو نتاج لمواقف كيدية وتصفية حسابات ، ليس مع الصحفيين وما تعكسه أراءَهم وموادهم الإخبارية فحسب ، بل ذهب المرجفون إلى ما هو أبعد والذي أقله عدم الإعتراف للعاملين في الصحف بحقوقهم العُمالية ، كما عمد المتربصون بهذه المؤسسات إلى جرها إلى دهاليز ومتاهات يكتنفها الغموض ، وعبر عملية إستعراض للأسماء والوجوه ، وكأن المشكلة شكلية بإمتياز ، وهو ما بات يهدد هذه المؤسسات الوطنية التي كانت وما تزال رديفة للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية الأردنية ، في الدفاع عن هذا الوطن الأعز وعلى مدار عقود طويلة ، وفي أصعب المواقف والحالات.
- إن صرير الأقلام الوطنية الأردنية الذي لم ولن ينحرف يوما عن المنهاجية الهاشمية ، ولم يألوا جهدا في التلازم مع البندقية والمدفع الأردني ، ولم ولن يغادر الخنادق التي حققت لهذا الوطن تميزه ، حماية منجزاته والحفاظ على مسيرته النهضوية، فحملة الأقلام والبنادق الأردنية صنوان لا يفترقان في كل مكان وزمان على هذا الثغر الأردني ، العربي ، الإسلامي الهاشمي ، هؤلاء هم جند الإنتماء للأرض والولاء للعرش الهاشمي ، وإن إختلفت الطرق ، الأساليب والأدوات في التعبير تجاه الغاية التي عنوانها الأردن أولا ، إنها مغناة القلم والبندقية الأردنية ، التي يحرص جلالة الملك على دعمها وحمايتها من العبث.
- أعترف أنني غير مُلم بكل التفاصيل التي أوصلت الأمر لحد توقف صحيفة الرأي عن الصدور إحتجاجا ، العرب اليوم من قبل ، ولا أدري ما قد تتخذه الدستور من مواقف أو تتعرض له في قابل الأيام ، وأعترف بتقصيري في التواصل مع الزملاء ، وفي بعض هذا التقصير شيئ من العتب ، لكني في خريف العمر وفي أتون المعاناة التي أعيشها ، لن أتوانى عن التضحية بروحي ودمي لقوى الدفاع عن هذا الوطن الأعز والأحب على قلبي ، عقلي ووجداني إن بالقلم أو البندقية ، لأقول لكل متربص بالصحف الأردنية كفاك عبثا بمقدرات الأردن ، فمن يجرؤ على نهش القلم سيجرؤ على نهش البندقية ، وهما خط أحمر بلون الدم ، هذا الدم الأردني الطاهر الذي حفظه وحقنه الأردنيون ، بفعل العقلانية الهاشمية ونشامى البندقية والقلم ، فيما سال ومايزال يسيل في غير مكان في العالم العربي والشرق الأوسط ، وهو ما يدعونا إلى تحكيم العقل ، تأكيد الحق والسعي لإعادة أوضاع الصحف كمؤسسات وعاملين لنصابها ، لما في ذلك من أهمية كي يستمر الزواج الكاثوليكي بين القلم والبندقية ، لينتج هذا الزواج المقدس للأردن الأمن ، الإستقرار وإستمرار النهوض... والله من وراء القصد