ستبقى عصية


برغم طول الليل لابد للفجر إن ينجلي ولابد للقيد إن ينكسر ستبقى عصية تحفظ الإنجاز لتبقى الأسمى والأقوى لا تتغير ولا تتبدل برغم العواصف والنوائب تتهاوى على أسوارها قوى الظلم والاستبداد لتبقى الأعز والأغر ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )
(يا من لا يعز علينا أن نفارقهم وجدنا كل شي بعدكم عدم )
قيل :- الوداع صعب ودموع الأعزاء تخونهم عند وداع العزيز عليهم .... ولكن كيف نبكي ربان السفينة ؟ وقد تركها في حيرة بعد إن هدم سلسلة الإنجازات التي تحققت فكان الخلف حال السلف .
ذاك السلف الذي داس سمعتها ودمر مواردها واستنزف طاقاتها واهلك حرثها وزرعها ووزع غنائمها , وأتبع هوى نفسه الأمارة بالسوء الذي كان حاد البصر فاقد للبصيرة ,عذب الشرفاء وخذل الأوفياء وأطاع السفهاء .
تنبأ بمستقبل باهر لمشروع باهض ولكن دون دراسة أو دراية عشق السفر برفقة الترجمان إلى بلد الأحلام والماء والخضراء والوجه الحسن في ( برلين و هايدلبرغ ).
فأصبح يروح خمـاصا ويعود بطأنا والذي حرص على بنــاء ثروة طائلة وكـان له ما أراد .
ذهب السلف الذي عاث فساد وخراب وجاء الخلف الذي سار على نفس الخطى ونفس النهج وهو من تعلم في مدرسة السلف وهو من يملك الوسامة وارتفاع القامة وضخامة الهامة .
وكان دستورهم واحد (محمد يرث ومحمد لا يرث ) وبمباركة من ( كتبة السلطان عبد الحميد )
فالشهادة بحقهم واجب لأنهم من أضعفها و ساهم في انحرافها عن الطريق القويم وهم من سارع في قهر المظلومين ومصادرة حقوقهم وسلب أرادتهم وإقصائهم .
وبقيت السفينة تبحر في بحر متلاطم الأمواج ولكنها تبقى ألام الحنون التي تحتضن بين جنباتها أبنائها بقلبها الكبير ما نبا قلمها يوما ولم تغير من قناعتها تظل الأبناء البارين الشرفاء منهم القابضين على الجمر الذين يفدونها بالغالي والنفيس إلى أن ترسو بهم على شاطئ الأمان .
ويمضي العاقين منهم المتيمين بحب المال بهجرها ويلهثون ورائه في بلاد النفط والمال لمرورها بسنوات عجاف بعد أن غمرتهم بعطائها اللا محدود في سنواتها السمان .
وظلت كالمهرة العربية الجموح في ميادين السباق والريادة كما العهد بها وعلى الدوام .
ستكظم السفينة غيظها ولكنها لن تنسى من تقاعس عن خدمتها وسيذكر التاريخ أولئك الذين خذلوها وأساءوا إليها , تهجيهم وتقول لهم ( كنتم النصال التي تضربني وتؤلمني لا الدروع التي تنصفني وتحميني )
ستنطلق السفينة وتبحر من جديد بعد أن تستجمع قواها وتستعيد القها وبريقها وتنهض بعد أن واجهت القرصنة بصبر وثبات لتبقى عصية على الغزاة.

Mumen 304 @ yahoo. com
مؤمن سالم عربيات