تيتي تيتي حكومة البخيت

 

 

وأخيرا وبعد طول وقت والعديد من اللقاءات والاجتماعات السريه والعلنيه وبعد أخذ ورد مع كل او معظم الاطياف على الساحه الاردنيه من احزاب ونقابات واتحادات وشخصيات من النخب والمسؤولين السابقين والحاليين والاكاديميين وغيرهم فقد أقسم وزراء الحكومة الجديده ورئيسها اليمين امام جلالة الملك فما الذي تغير وتبدَل!!!

 

نظريا سوف يتمنى اي فرد في العالم حتى المتقدم منه ان يعيش الحياة التي سيعيشها الاردني هذا نظريا مدعما بوعود وتعهدات عمَا سيكون عليه البلد بعد التغيير الموعود فلن ترى فاسدين او مفسدين لأن الفساد سوف يجتثَ من جذوره ويحاسب الفاسدون ويعاقبوا مهما علا شأنهم ووظيفتهم !!

 

أما على مستوى الحياة فلن ترى بعد الآن جائع او فقير او معوز او عاطل عن العمل او طفل يعمل او ارملة تقف على ابواب المعونه وستجد ان العدالة في توزيع الدخل قد عم واصبح الوزير يستلم راتبا اكبر بقليل من الموظف العادي فقط حرصا على هيبة الوظيفة

 

كما ستجد الامين العام يركب سيارته الخاصه في حياته العاديه وستجد أن الأسفار قد خفَت كثيرا إلاَ للضرورة القصوى أو على حساب الغير وبدون اي بدلات ومياومات وكذلك الدعوات ونفقات الفرشخه والضيافه المفرطه في الكرم وكما سوف لا تجد اطفالا في سيارات كبار مسؤولي الحكومه في مدينة ملاهي او مطاعم فول وشاورما كما انك لن ترى بعد الآن اناس يقفون طوابير امام حاويات القمامه إمَا للعمل او لإلتقاط ما تيسر ليسدَ جوعهم .

 

وسوف لن تسمع ان مريضا قد مات لأنه لا يملك اجرة العمليه الجراحيه اللازمه لعلاجه كما لن تجد عائلة تنام فوق بعضها لأنها لا تملك ثمن السولار او الكاز او حتى جفت الزيتون لكي تدفىء نفسها فاستخدمت الملابس واجساد بعضها للدفىء كما لن تسمع ان موظفا مهمَا يتعالج في لندن من الرشح على حساب الدوله .

 

ومظاهر كثيره ستغيرها حكومة الإصلاح الوطني بدءا من اساليب التربيه وترشيد الاستهلاك وانتهاء بالرعايه الصحيه لكبار السن .

 

إن التشكيل الذي تم كان متعدد الجوانب من حيث الشكل حيث احتوى على نقابيين وحزبيين وعلى مدنيين وعسكريين وعلى شبابا وشيوخا وعلى رجالا ونساء وعلى جددا ومخضرمين وعلى سابقين وأسبقين في الدوله .

 

إن الهدف من هذه التعدديه  وحسب التصريحات هو تعزيز التنميه السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه ولإحداث التغيير المطلوب في المجتمع من جميع النواحي بهدف تحسين حياة المواطن الاردني ونشر العداله والمساواة بين الناس .

 

إنه من الظلم لا بل من الجهل أن نحكم على حكومة لم تباشر اعمالها سوى قبل يوم بالرغم من انه يجوز ان تحكم على شخص من خلال تاريخه الوظيفي أو المهني ولكن من الممكن انه قد حدث تغيير في هذا التاريخ والسلوك الوظيفي . لذلك لا بدَ من الانتظار قليلا حتى نرى همَة الحكومه في احداث التغيير بوضع اولويات هذا التغيير وهو مكافحة الفساد فعليا وتخفيض تكاليف الحياة على المواطن وإنجاز قانون انتخاب جديد وبعدها سوف نحكم على قدرة الحكومه على إحداث التغيير المطلوب .

 

لذلك نطلب من حكومتنا العتيده الاهتمام بمتطلبات المواطنين والذين طالبوا بها خلال المظاهرات والإعتصامات التي اطاحت بالرئيس السابق بالرغم من الثقه النيابيه الأعلى في تاريخ الاردن ولكي لا نقول للحكومه الجديده تيتي تيتي مثل ما رحت مثل ما جيتي ونبدأ من جديد لكي ينقذنا جلالة الملك بحكومة اخرى تستطيع ان تقوم بالواجبات الموكوله اليها بكتاب التكليف السامي .

 

(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) صدق الله العظيم

 

المهندس احمد محمود سعيد

 

دبي – 10/2/2011