صرماية الرئيس.. وأشياء أخرى

زيد أبو ملوح
احتوانا صدر العقبة الدافئ يوم الجمعة السالف ضمن رحلة استجمام داخلية لطيفة شملت أيضا البتراء ووادي رم، وطبعا كانت صلاة الجمعة في جامع العقبة الكبير وسط السوق، دخلنا إلى الجامع وعندما هممت (أجلكم الله) بوضع حذائي في المكان المخصص، فوجئت بيد غليظة تمتد لي مصحوبة بعبارة «ممنوع»، صعدت بنظري لأصطدم بجدار آدمي من اللحم والعضلات يلبس بذلة ويكرر ذات العبارة «ممنوع».
استهجنت الأمر وسألته لما المنع يا سيدنا، فكانت الإجابة أن هذا الركن محجوز لـ»صرماية» رئيس الوزراء الذي يبدو أنه كان في زيارة رسمية إلى العقبة لرعاية مؤتمر الموانئ العربية، وعلى الفور تبادر إلى خاطري مشهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفترشا الأرض ملتحفا السماء نعلاه الخشنان تحت رأسه، وصورة الأمير المنعم المرفه عمر بن عبد العزيز يتلوى في الصوف الخشن بعدما ولي أمر المسلمين.
من أبجديات الإصلاح أيها السادة قبل أن يكون برنامجا وخططا ممنهجة، هو أن يستشعر المصلح الذي ولي أمر الناس أنه خادم لديهم لا سيد لهم، وهو ما يستوجب أن ينزل المسؤول من عليائه متواضعا، فما بالك إذا كان في بيت من بيوت الله جل شأنه.
المدينة الوردية:
إحدى عجائب الدنيا السبع بلا منازع، مليئة بالعظمة، مثيرة للدهشة، مفجرة للمشاعر الجياشة كلها، وأكثر صفات تنطبق على عاصمة حضارة الأنباط وردية اللون بلا أدنى خلاف.
ولكنها -أي البتراء- ضاقت (رغم اتساعها لكل الأطياف والجنسيات والديانات) ذرعا بمصلى محترم يمكن أن نؤدي كمسلمين فيه صلاتنا. من المعيب أن يحار المرء في إيجاد مكان يصلي فيه في صرح سياحي بارز نفاخر الدنيا به، فنحن دولة دينها الرسمي هو الإسلام، والصلاة عماد هذا الدين، أليس كذلك؟!
ضيوف الأردن:
تعد السياحة من أهم الروافد الاقتصادية التي ترفد الميزانية في بلدنا الحبيب، وتقدر عائدات السياحة السنوية بما يقارب الثلاثة مليارات سنويا، والتنافس الآن بين الدول على استقطاب السياح والزوار يتركز على مدى التسهيلات التي تقدم في المنافذ البرية والمطارات والموانئ لا سيما أن سلاسة وسرعة الإجراءات ليست متعارضة مع مراعاة النواحي الأمنية أو الجمركية.
الأمر يتطلب إعادة النظر بالأساليب التقليدية المتبعة حاليا، وهي نزول الزائر أو السائح من المركبة، والتوجه إلى قاعة الجوازات، أو التفتيش الجمركي، مرارا وتكرارا، وبشكل روتيني غير مبرر، وفي أحيان كثيرة في ظروف جوية سيئة، ليصطف الناس نساء وأطفالا وشيوخا في طوابير ممتدة ولفترات طويلة جدا، دعك هنا من سوء حال المرافق الخدمية والصحية في هذه النقاط التفتيشية من حيث المستوى والنظافة.