مجرد حلم

مررت بجانب (مجلس الامة) واذا به تعلوه يافطة كتب عليها ( مدرسة الاطفال الموهوبين ) , وقفت مذهولاً اين ذهب مجلس الامة ؟ وسألت احدهم في الموقع فأبلغني , انه لم يعد هناك وجود لمجلس الامة , وتم الاستعاضة عنه بمجلس استشاري , لا يتجاوز عدد اعضائه العشرين لرجالات من خيرة الخيره في الوطن , لهم خبرتهم الاجتماعية والسياسية والوطنية , تم اختيارهم بعناية فائقه لشخصياتهم الاعتبارية التي يشهد لها القاصي والداني بالنزاهة والانتماء والاخلاص للوطن , بعيداً عن المناطقية والجهوية والفئوية والعشائرية والمحسوبية .
واسترسل الرجل قائلا ما كان يسمى سابقاً مجلس الامة , اصبح الان كما ترى مركزاً متخصصاً لرعاية الاطفال الموهوبين , وهذا المركز يضم اكثر من الف طفل موهوب تم اختيارهم من كافة مناطق المملكة , وتم اكتشاف مواهبهم من قبل دائرة الموهبة والابداع في وزارة التربية والتعليم , وهذه الدائرة انشأت حديثاً , وتعنى برعاية الموهوبين , حيث يتلقى هؤلاء الاطفال في هذا المركز الرعاية المتخصصة , لصقل مواهبهم وتسخيرها , من قبل متخصصين بمجال رعاية الموهبة والابداع , بهدف اعدادهم قادة في المستقبل , بحيث يكون منهم العالم والطبيب الماهر , والمهندس والمدير والمعلم المبدع , والوزير والعسكري والشرطي والقاضي العادل , والسفير الذي يمثل بلده اجمل تمثيل . ورخصتهم لتسلم مواقعهم في المستقبل , هي مواهبهم وقدراتهم وابداعهم وتميزهم , وليس الواسطة والمحسوبية الرخيصة , فهؤلاء ابناء كل الوطن وليسوا ابناء فلان وعلان ...؟
واردف محدثي قائلاً تصور اخي ان ميزانية هذه المدرسة التي ستخرج لخدمة وبناء الوطن الف مبدع , اقل بكثير مما كان يدفع رواتب ومخصصات للاعيان والنواب ,
اسعدني ما سمعت من الرجل , وقلت في نفسي انه لقرار صائب خلصنا من عبأ كبير على الوطن والمواطن , فالآنتخابات لم تعد من خلال التجارب السابقة , تحقق طموح الوطن ولا المواطن .
فالمجلس الاستشاري الذي تم انتقائه بعناية , وبنوعية وكفاءه , يقوم مقام مجلسي الاعيان والنواب , وبدون اي جهد وعناء , مقارنة مع ما يبذل من جهد في الانتخابات وما يترتب عليها من اعباء مالية عالية على الخزينة وعلى المواطن .
والذين تم اختيارهم للمجلس الاستشاري هم صفوة الصفوه , من ابناء الوطن الغيورين على مصلحة وتقدم بلدهم . بعيداً عن الاجندات والمصالح الفرديه .
شعرت ان الرجل يملك من الخبرة والثقافة الكثير , فقادني فضولي وسألته : بالنسبة للبلديات واختيار رؤساء واعضاء المجالس البلدية , هل استعيض عنهم ايضاً برؤساء واعضاء تم تعيينهم لخبراتهم وشخصياتهم االاعتبارية المشهود لها بالخبرة والنزاهة والانتماء , فقال لي نعم .
وخاطبني قائلاً ( شكلك عايش برى البلد ومش عارف شو صار من تغييرات فيه ) . فقلت له لا ولكن انا لا اتابع ما يجري , لاني فقدت الامل بالاصلاح .
فقال لقد تم تعيين رؤساء بلديات اكفاء , بحيث طلب من كل محافظة ان تستقبل طلبات الراغبين من المهندسين المؤهلين ضمن شروط مقيده وضابطة , تم وضعها من قبل وزارة البلديات للترشح لمركز رئيس البلدية , والحاصل على اعلى النقاط بحسب الشروط تم اختياره رئيساً للبلدية , وكذلك تم وضع شروط ومعايير لاعضاء المجالس البلدية , وتم اختيارهم بحسب اعلى النقاط ضمن هذه الشروط .
زادت غبطتي وهللت مكبراً . لقد اصبح الاختيار على درجة عالية من الدقة والشفافية , وتخلصنا من طرح شخوص يملكون المال والجاه , ولا يملكون التأهيل والخبرة , انها لخطوات اصلاحيه مبهره .
ومن سعادتي بما سمعت , سألته والوظائف العليا والقياديه , كيف يتم اختيارها , وقبل ان يجيب الرجل واذا بصوت منبه الساعة يقطع علي الحوار الجميل , ليوقضني لصلاة الفجر , واذا بي كنت في حلم , وكان حلماً جميلاً اعاد لي الامل بالاصلاح , اتمنى ان يتحقق هذا الحلم ويصبح واقعاً .
د . نزار شموط