هل ذهب دم عرفات هدرا

اذا كانت يد الغدر التي امتدت الى جسد الرئيس التاريخي ، الذي اسس قواعد وأصول المقاومة التاريخية ، والتي امتدت لسنوات بصمود وثبات دون كلل او ملل ، ومن اجل اكبر قضية تآمرت عليها كل الدنيا ، فما حال خلق الله البسطاء الاخرين من امثالنا ، فبالتأكيد سنذهب مثل شربة سيجارة .
لقد قتلوه رغم انها كانت امنيته الوحيدة ان يكون شهيدا شهيدا شهيدا واحسبه نالها فالموت حق لكن من طلب الشهادة بصدق نالها ولو على فراش الموت ولا نالوا على الله وإنما رأيت قسمات وجهه اللامعة تشع نورا تشجو بالشهادة وهو يرفع علامة النصر بيديه وعلى وجهه اثناء لحظات الفراق الاخيرة وهو ينقل على متن مروحية سلاح الجو الاردني فان دلت على شيء فإنما تدل على ان الله اناله مبتغاه شهيدا فهنيئا له الشهادة .
لقد كان رحمه الله يثق ثقة عمياء بفريق اطبائه الاردني بقيادة النطاسي البارع اشرف الكردي اذ كان يستدعيهم في اية لحظة وطارئ ، وكان الكردي وفريقه من اوصى بنقله فورا للعلاج ، ولم يخذله ابدا – وهي صفة الاردني الذي لا يساوم على الخيانة مهما بلغت التضحية - وكان وفيا لم يصمت ولم يسكت اعلن اغتياله وحجم المؤامرة شاهرا ناهرا لا يخشى احدا إلا الله على محطة الجزيرة وبقيت دماء العرب باردة كعادتهم ولربما فرح الكثير بانتقاله وعم من ابناء جلدتنا .
ولقصة ثقة الختيار بالأردنيين اذكر انه ترك القاهرة في ساعات حرجة اثناء لحظة من حياته بعد عارض مرضي خطير الم به وأصر على ان يذهب لمن يرتاح لهم من اطبائه الاردنيين وقدم الى المدينة الطبية الاردنية ووصل الى المدينة الطبية مباغتة مفاجئة ما بعد منتصف الليل بساعتين او ثلاثة ولم يبلغ احدا ، وما كان من الراحل الحسين الا ان استقل سيارته بنفسه وخاطر دون الحرس ليقف الى جانبه على سريره وقد انتقل اليه ما ان تنامى الخبر الى مسامعه فورا ، وكتبت الصحافة العالمية وقتها " العقل الفلسطيني بين يدي الجراحين الاردنيين " ، وحصلت قصة غاية في الطرافه اثناء وصول الملك حسين الى المدينة الطبية مع احد موظفي جمع النفايات كان يطلب من جلالته ان يذكرها للصحفيين الاجانب لا يتسع المجال لذكرها .
اخيرا خرجت النتائج وأعلنت شهادة ياسر عرفات بعد مماطلة سنوات ، اليس ذلك جزء من المؤامرة وتمويت للقضية خدمة للصهيونية الى ان أعلنت قناة الجزيرة عن خبر موت عرفات باسم البولونيوم المشع 210 فبل اسبوع .
طال الزمان او قصر يجب ان تطال العدالة يد الغدر تلك والتي طالت اهم رمز من رمز الصمود والمقاومة عز نظيره فلا عاشت امة يهدر دم ابناؤها بهذه الصورة اللئيمة ونقف بصلابة مع أي تحرك ليطال العقاب من سولت لهم فعلتهم تحت جنح السلام والظلام حتى لا تذهب دماؤنا الزكية هدرا .