وعادة المياه الى مواسيرها .!!!

في كل مرة نقول ونؤكد أن الأردنيون يجب أن يتصدروا جداول الأعمال .. وأنهم أي الأردنيون ليسوا معنيين بالتنظير ( ومعط الحكي ) والوعود والندوات والمؤتمرات وورش العمل حول الحقوق وتطبيقاتها المختلفة .. فالمواطن يحتاج لمسؤول يُسخر وقته لمعالجة القضايا التي تطفو على سطح اليوميات ومسايرة الإيقاع الشعبي بكل اقتدار ، وليس لمسؤول حاصل على درجة الدكتوراه في فن المراوغة وإقفال الأبواب المفتوحة أمام الحلول المركونة أصلاً على رف الانتظار ، وذلك لكي لا يقع هذا المواطن ضحية لكل المتربعين على عرش القول بدون فعل ..!!! من هنا أبدأ الكتابة من موقعي كمواطن أولاً وككاتب ثانياً .. فبالأمس القريب كتبت هنا بعد أن تابعت بأسى كبير مشكلة انقطاع المياه في مادبا وذيبان ، وكيف أصبح أبناء المحافظة واللواء مرميون على أطراف الينابيع الجافة وهم لا يسمعون سوى الوعود والمحاولة الجادة لتصغير الأزمة رغم حجمها الكبير والكبير جداً و الضارب في أعماق سنين مضت ، لتمر أيام وأيام وأنا أتلقى كغيري العديد من الوعود التي تشير إلى قرب انتهاء المشكلة .. وها قد جاء أخيراً اليوم الذي ابتدأ فيه ضخ المياه ليستقبل المواطنون في مادبا وذيبان المياه بحفاوة بالغة .. تلك المياه التي ستضخ الحيوية في شرايين المحافظة ولوائها الذي تنام على أطرافه أبار الوالة والهيدان المغذية لمادبا وذيبان.!!! 
من هنا أثني على تلك الجهود الجبارة التي قام بها وقدمها كل المعنيون في قطاع المياه في مادبا لاعادة المياه الى مواسيرها.. كما تقتضي اللياقة والأدب أن أثني على الدّور الذي لعبه الجنود المجهولون الذين يعملون بصمت في مديرية صحة مادبا منذ بدايات الأزمة المائية ممثلة بقسم ( رقابة البيئة والغذاء ) الذي قدم جهود مضنية خارج ساعات الدوام في جمع العينات وإرسالها ومتابعتها في المختبرات المعنية لسلامة الضخ .. تلك الجهود التي اشرف عليها وتابعها بشكل مباشر عطوفة مدير عام صحة مادبا الدكتور خالد الخريشة الذي لا يحتاج الى شهادة حسن سلوك مني ، لأنه يمتلك قدراً من وضوح الرؤية ورجاحة العقل والانجاز الذي يبدأ ولا يقف عند حد معين ، ليكون بذلك نموذجاً للكبار الذين يؤمنون بأن العمل عبادة والانجاز غاية .!!! 
وفي الختام : نحمد الله انه اصبح لدينا ليلة خميس وحمام ساخن وحنفيات لا يتوقف عنها الضخ وأبار فيها من الماء ما يكفي للغرق وفواتير ثقيلة الوزن ووعد بأن تكون مشكلة التلوث وانقطاع المياه قد أقفلت بالشمع الأحمر والى الأبد .. وهذا ما نرجوه .!!!