الحكم بعد المداولــــــة ..!

مع بدء جلسات محاكمة الرئيس المصري المنتخب والمعتقل والمخلوع محمد مرسي ... قد تبدأ محاكمات عصر من العصور مر على مصر العروبة منذ انقلاب الرئيس الراحل عبدالناصر على النظام الملكي انذاك الى الانقلاب العسكري بقيادة ذاك الجنرال على نتائج مكتسبات ثورة المصريين وعلى الرئيس المنتخب بالطرق الديمقراطية من قبل المصريين .
الرئيس المصري المعتقل محمد مرسي بانتظار حزمة من التهم قد توجه له من قبل النائب العام ولا يستبعد ان تتم المطالبة بايقاع اقصى العقوبة على الرئيس المعتقل والتي قد تكون.. الاعدام الا اذا وجدت الرافة والرحمة طريقاً وسط السلاح والمارشات العسكرية الى قلب هيئة المحكمة الموقرة فخفضت الحكم رافة بحال الرئيس واحتراما لثورة مصر الى عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة!
يعرف المصريون ونعرف نحن بقية العرب والمسلمين انه من قتل نفساً بغير نفسٍ او فسادٍ في الارض فكانما قتل الناس جميعا ، ونعرف ايضاً ان كل من يتعامل او يتعاون مع اية جهة اجنبية او اية دولة معادية ضد مصلحة الامة والشعب والدولة يكون مرتكبا لجريمة الخيانة العظمى التي يدينها الشرع والعرف والقانون وتستوجب ايقاع اقصى العقوبة على مرتكبها
السؤال الذي يطرح نفسه ... هل ارتكب بالفعل الرئيس محمد مرسي اي من تلك الجرائم؟ وكذلك هل ارتكبت اي من تلك الجرائم من قبل القائمين على السلطة منذ ابتداء الدولة المصرية كجمهورية ؟ منذ عهد عبدالناصر مرورا بالرئيس السادات ومحمد حسني مبارك ووصولا الى الجنرال عبدالفتاح السيسي والرئيس المصري المعين من قبل قيادة القوات المسلحة المصرية ؟!
اذا كان لا بد من محاكمة الرئيس المصري المنتخب والمعتقل فليكن ذلك ، على ان تنعقد المحكمة بارادة الشعب لمحاكمة عصر باكمله مر على مصر العروبة ، ليتم التحقيق في قتل المصريين على مر التاريخ سواء في الميادين او المعتقلات والسجون لان الجريمة بحق الامم والشعوب لا تتقادم وتستحق التحقيق والحكم بعدالة بغض النظر عن شخصية مرتكبها او العصر والزمن الذي ارتكبت فيه لان ما اهلك الكثير من الامم انهم كانوا (اذا سرق فيهم القوي تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ) او كما قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم .
يحكى انه ذهب احد المزارعين البسطاء الى (جحا المصري) وكان قد تقلد قضاء مصر في احد العصور فقال له : سيدي القاضي ان ثور مولانا السلطان نطح ثوري فارداه قتيلاً، فهل يستحق لي من تعويض في ذمة مولانا السلطان ؟ فقال القاضي جحا : لا يا بني فان جرح الدواب جبار( اي هدر) ولا يستحق لك في ذمة مولانا اي شيء، فاستدرك المزارع المصري البسيط – معذرة مولانا القاضي ان ثوري هو الذي نطح ثور مولانا السلطان ... فقال القاضي جحا – مهلاً لقد تغير وجه الادعاء واشكلت المسألة ... يا غلام ... هات الكتاب الذي فوق ذاك الرف لانظر فيه !!.
نأمل ان لا يكون (جحا) بين قضاة مصر في تلك المحكمة المنعقدة ونامل ان تكون الجريمة هي الجريمة سواء كان من ارتكبها حيا او ميتا وسواء أكان السجان ام من يقبع خلف القضبان ...ونتمنى ان يتم تحكيم العقل والعدل والمنطق وتفعيل الشرع والعرف والقانون في محاكمة الرئيس المصري المعتقل وها نحن ننتظر مع المنتظرين ماذا سياتي بعد العبارة المشهورة : الحكم بعد المداولـــــة ! .

صالح ابراهيم القلاب