هل يرحل فايز الطراونة؟
عمر عياصرة
على قاعدة المحاصصة التي تحكم صناعة القرار في بلدنا يبدو أن الدكتور فايز الطراونة سوف يحزم حقائبه لمغادرة موقعه في رئاسة الديوان الملكي بعد أن فاز ابن عشيرته عاطف الطراونة برئاسة مجلس النواب.
كلنا يتذكر تلك التهنئة التي تلقاها طاهر المصري فور خسارة النائب الدكتور محمد الحاج لمعركة رئاسة البرلمان على اعتبار أن المحاصصة وقواعدها تحول دون أن يكون رئيس الاعيان والنواب من أصول واحدة.
هذه القواعد حاكمة لا يستطيع النظام السياسي ان يخرج منها لاسباب كثيرة، ابرزها واهمها ان هناك من يعتاش ويستمر ويستديم بقاؤه عليها.
الزميل فهد الخيطان في مقالته أمس تحدث عن المحاصصة وربط بين بقائها وفشل العملية الاصلاحية، وهنا كان مصيبا، فالإصلاح لم يثمر تغيرا في هذه ولا تلك.
ننتظر قرارا برحيل رئيس الديوان ولعله ترقب انتخابات مجلس النواب بقلق، لكن هل سيرحل ام انه سيظل استثاء في الهبوط والبقاء والاستمرار.
معادلتا التوريث السياسي والمحاصصة في بلدنا هي من اكبر المصائب التي ابتلينا به في وقت متأخر من عمر الدولة.
والأنكى انها تتواصل وتتعمق متجذرة في حياتنا السياسية واصبحت تسمى "حقوق مكتسبة" ومن بعدها يأتى الطوفان فتدار كل التفصيلات بهذين القيدين البائسين (التوريث والمخاصصة).
عائلات باقية ومستمرة في الحكم الجد والاب والحفيد، ولا يهم إن كان الاخير أبلة ولا يملك دهاء او قدرة وعائلات هنا وهناك في كل الجغرافيا الاردنية تنتج الطاقات فتدفن تحت جنازير دبابات التوريث الاحمق.
الحفاظ على الهوية الاردنية لا يعني القبول بالمحاصصة وليست هي القنطرة للعبور نحوها، فالمواطنة لها مخارج كثيرة تبقى الوطن حيا وتحافظ على هويته.
قد اكون سعيدا برحيل الدكتور فايز الطروانة من نادي الحكم كونه محافظا جدا وغير اصلاحي، لكني أصر على ضرورة تجاوز المخاصصة لمصلحة الكفاءة والقدرة والمصلحة العامة.
اذا ما قمنا اليوم وعلى وجه السرعة بمواجهة المحاصصة وتقليص نفوذها سنقف في قادم الايام امام دولة لا تقدمية ولا حضارية وعندها سنندم حيث لا ينفع الندم.