كلها مشاريع مثيرة للجدل

 

كل المشاريع في الأردن مثيرة للجدل , ما نفذ وما هو قيد الدراسة وما قد تنجبه الأفكار !.
لا أبالغ في هذا التوصيف , والا فدلوني على مشروع واحد لم يفلت من النقد اللاذع ومن التشكيك أو حتى من الاتهام , وأستطيع أن أعدد وتستطيع الذاكرة أن توثق بدءا ببرنامج الخصخصة , العبدلي , دابوق , الباص السريع , السكك , سرايا العقبة , أيلة , الغاز , الصخر الزيتي , مشاريع المنحة الخليجية وأخيرا الطاقة النووية .
بداية , الحوار حول المشاريع مطلوب وعلى الحكومة أن تنشئه إن لم يكن موجودا , ففيه فائدة كبيرة , شريطة أن لا يتحول الى جدل لا يقود الى نتيجة .
نتائج هذه الحوارات مفيدة للاقتصاد وللمستثمر وللمستهلك في آن معا , فهي بالنسبة للاقتصاد تحدد سلفا فوائده من المشروع والحوارات تسهم في لفت الأنظار الى ما هو أفضل , ومن ذلك الاستعداد المسبق تدريبا وتأهيلا للاستفادة من المشاريع , بالنسبة للمستثمر حكومة أو قطاعا خاصا , فان نجاح مشروعه , خدميا كان أو سياحيا أو صناعيا وحتى عقاريا يعتمد على رضا السوق , وهو جمهور المتعاملين , وهو ما يمكن التعرف عليه من خلاصة الحوارات , أما بالنسبة للمستهلك , فما يهمه هنا هو خدمة جيدة بأسعار مناسبة , وفرصة عمل بأجر ملائم .
المشاريع الجديدة ستقام برغم النقد إن كانت الأغلبية ترى فيها فوائد وضرورة , اذ ليس هناك ما يمنع ذلك ما دمنا نتحدث عن اقتصاد حر ومنفتح وما دامت هذه المشاريع تلبي الشروط المطلوبة , وما دامت تملك المال اللازم , فالفرص لا تنتظر , كما أن قطار التطور لا يتوقف ليقل راكبا نسي أمتعته !.
مناسبة الحديث هنا هو الجدل المثير حول مشروع الطاقة النووية , فالحوار لا يزال يدور في اتجاهين متضادين كل فريق فيه يستمع الى رأيه , من دون الجلوس الى طاولة مستديرة بنية تبادل الاراء وصولا الى قناعات حول المسائل الأساسية حول هذا المشروع , وابرزها الكلفة والتمويل , البيئة والسلامة العامة , الجدوى والتوقيت , واخيرا البدائل .
ما ساهم في تشويه صورة وأهداف كثير من المشاريع المهمة هو تحول الحوار الى جدل عقيم , وتحول النقد الى إتهامات في غياب نية حقيقية للفهم .