تحيّاتي لمن دمّر حياتي

تجدها على «مؤخرات» سيّارات السرفيس، و»الصهاريج» و»التّنْكات»، ويرددها المراهقون وطلبة المدارس والجامعات. وعلى صفحات» الفيس بوك». وربما لو فتحت «الحنَفيّة» لنزلت إليك بدل الماء.
«تحياتي لمن دمّر حياتي»، عبارة «ساذجة» تسللت الى مفرداتنا وحياتنا وشوارعنا، واحتلّت مكان «الكلمات الرقيقة» والأغاني التي طالما قرأناها على «قفا» الشاحنات الى جوار عبارة «يا بابا لا تسرع نحن بانتظارك».
وكما يحدث معي دائما، التصقت العِبارة في «سقف رأسي»، وصرتُ أُرددها في «الحمّام»، وأثناء انتظاري لباص مدرسة ابني الصغير. حتى ظن الناس أن شيئا من «المسّ» قد أصابني. فأخذت زوجتي «تقرأ على رأسي التعاويذ» وتدعو الله أن يشفي «بعْلها»، وسمعت ابنتي الطالبة الجامعية ما حدث لأبيها، فأخذت تضحك، وتقول «هيّ الاغنية وصلتلك»؟.
وسارعت الى «اللاب توب» وإذا بها «أغنية» مشهورة للمطرب عبد المجيد عبد الله صاحب «يا طيّب القلب وينك».
أقمنا ـ عائلتنا الكريهة او الكريمة ـ، ورشة «عصف فكري» لتفسير «البعد الرّابع» للأغنية ودلالات المعاني التي ذهبت اليها الاغنية التي جاءت لـ»تكسر» صورة المحبوب الذي يرد «المعروف بالمنكر» و»الودّ بالجحود».
وأخذنا نتلو كلمات الاغنية» الغرائبيّة»:
«تحياتي لمن دمر حياتي وانا فيّ نبض اعلن وفاتي
لمتجاهل شعوري اللي يحس بالدنيا انا ماني ضروري وهو محور تفاصيلي وذاتي
عساك بخير عسى عيونك تنام الليل ضميرك مستريح ما تعاني ضير
ولا ندمان ولا اسف على اللي كان ولا همك سواك انت ابد انسان»
حتى يقول في آخر الاغنية:
«يا لاغيني تماما من جغرافية قلبك، يا حارمني تماما من حبك، وانا احبك يا ظالمني تماما
يا مسترخص دموعي وما سالت لاحد قبلك ومو فاهم خضوعي وانا لولا الغلا ندك».
وأخذنا نتخيّل وقع هذه الكلمات لو أنا واحد مثلي بعثها لمحبوبته، ماذا يمكن أن يكون ردّها عليه. أكيد سوف تُرسل له «قذيفة كيماوي»، وتقول «شو هادا الحكي»!
وعندها ينقلب «السحر على الساحر» ويرتدّ سهمي الى نحري، وأهيم في البراري، مرددا اغنية المرحومة ام كلثوم «أروح لمين»؟.