أمين عمان


تحتاج عمان لورشة عمل من التنظيم والأدارة والنظافة والأمن ، كي تكون عاصمة نتباهى بها ، ونستحق أن نعيش فيها بكرامة ونظافة وتنظيم ، بعد معاناة طويلة سببها الترهل ، وسوء الأدارة ، والأعتداء على الحدائق ، وضخامة الجهاز الوظيفي الذي تحول إلى عبء على الموازنة يستنزف مواردها . 

تحتاج بلدية عمان ، وهذا ما يجب فعله ، وما نتطلع إليه ، إلى رئيس وعمدة وأمين " بلدوزر " مسلح بطول البال ، والقدرة على التكيف ، والإخلاص للبرنامج المطلوب ، وتوجهات حاسمة ، وشجاعة المواجهة ، ليعيد تصويب الحال المايل ، وصولاً إلى تطلعات " العمانيين " أولاً بإعتبارهم الأداة والهدف ، فهم من يدفعون الضرائب للبلدية ، وهم الذين يستحقون خدماتها ، وإضافة " للعمانيين " فالأردنييون ثانياً يحتاجون لعاصمة يفتخرون بها ، أمام العواصم ، فعمان لديها شخصيتها المميزة التي لا تحتاج لإكتشافها ، بل لإبرازها والتعبير عنها ، فالبتراء لها سمتها " الخزنة " وهي عنوانها أمام العالم ، والقاهرة لها " أهراماتها " ، وباريس " برجها " ، والقدس لها " قبتها الذهبية " الساطعة المميزة ، وهكذا نحتاج لأن يكون لعمان عنوانها وميزتها . 

في كل مدينة في العالم لها " الداون تاون " خاصتها ، بمثابة مركزها ووسطها ، وعمان بلا " داون تاون " مميز ، والقطاع الخاص هو الذي جعل من ، مطعم هاشم ، وحلويات حبيبة ، ومطعم زوربا ، وجلسة جفرا ، ومقاهي عديدة ، ميزات وحواضر تجمع الأردنيين وتحفزهم لمشقة السهر وسط المدينة ، والتمتع بمذاق أكلها وحلوياتها وأمسياتها . 

وسط مدينة عمان ، يمتد من ساحة فيصل والمسجد الحسيني إلى شارع الملك حسين - السلط ، وشارع الأمير محمد حتى إشارات وادي صقرة طلوع جبل عمان ، إلى شارع الهاشمي حتى ساحة رغدان ، إلى شارع الملك طلال – المهاجرين مروراً بشارع بسمان وصولاً إلى رأس العين وأمانة عمان ، هذه المنطقة الممتدة تحتاج إلى 1- إعادة تنظيم ، 2 - نظافة نهارية ومسائية ، و 3 - إضاءة هادئة مميزة ، و 4 - دوريات أمن راجلة ونقاط أمن ثابتة ، و5 – السماح بوقوف السيارات من الثامنة مساءاً حتى السادسة صباحاً ، لغياب المواقف الليلية ، و6- إزالة البسطات النهارية المعيقة للمشاة ونتائجها السلبية المدمرة على تجار البلد ، وهي أحد أسباب التشوهات وعنوانها وسط البلد . 

الذي إختار عقل بلتاجي ، يستحق التقدير لأنه أجاد الأختيار : شخصية كاريزمية ، متفاني ، صاحب خبرة ، ولديه رغبة بالنجاح وتحقيق إنجازات ، ولكنه سيواجه بعقبات ، ومعيقات ، وإمتياز أفراد لديهم جماعات ضغط سيعملون على إحباط مساعيه وبرنامجه ، ولكن الرهان على إدارته الحازمة ، وخبراته المتراكمة ، وتعاون فريقه الوظيفي ، والتحدي الذي سيواجهه ، سيوفر له ولفريقه المناخ الملائم لتنفيذ القرار السياسي أولاً والمهمة المطلوبة منه ثانياً ، كي تكون عمان كما يجب أن تكون ، وكما تستحق أن تكون ، مدينة خدمات راقية لأهلها وضيوفها ، وعاصمة سياحية منفتحة جاذبة للزوار العرب والسياح الأجانب . 

عقل بلتاجي رجل علاقات مشهود له ، تحول إلى ذات مرموقة ، وها هو يجدد ذاته ، ويعود مشمراً عن سواعده ، لعله يُفلح في ضخ حياة عصرية جديدة لعمان ، عبر برنامج متعدد الأغراض ، ننتظر نتائجه على الأرض وفي الميدان لنحكم له أو عليه . 

h.faraneh@yahoo.com