وزارات، وهيئات؛ تنشأ من أجل خاطر امرأة أو وزير سابق

كتب تحسين التل:- بلغ إستهتار إحدى الحكومات أن أنشأت وزارة لشئون المرأة ليس من أجل خاطر المرأة، أو تكريماًً للمرأة، أو للعناية بالمرأة، أو لأي شيء يخص المرأة؛ الأم، والزوجة، والأخت، والطالبة، وإنما؛ وهذا ما يدعو للأسف، من أجل تأمين راتب تقاعدي لإحدى السيدات برتبة وزير عامل، ولو لمدة شهر، وبعد القسم النافذ يكون قد دخل موازنة الدولة رقماً جديداً مقداره 2500 دينار تقاعد أبدي سيذهب من رقبة المواطن لعيون وزيرة شؤون المرأة، وكنا كتبنا قبل عام عن هذه الوزارة التي كان يمثلها إحدى السيدات المحترمات وكانت الوزارة عبارة عن مكتب ملحق في مبنى الرئاسة، ويخدمه الكادر التالي: سكرتيرة من موظفات رئاسة الوزراء.. مديرة مكتب لاستقبال المراجعات من الجنس اللطيف.. سيارة مرسيدس لزوم الوزارة والجخة.. 
المضحك المبكي: كانت السكرتيرة أو الطابعة في إجازة أمومة وطفولة، وكانت معاليها تطبع الكتب الرسمية بنفسها ريثما تعود السكرتيرة أو الطابعة من الإجازة، وعلى ما أعتقد ظلت الوزيرة تطبع الكتب الى أن غادرت الوزارة كغيرها من وزارات الترضية التي برع في تشكيلها بعض رؤساء الوزراء إرضاءً لحوت، أو ديناصور، أو مصاص دماء.. 
سقطت وزارة شئون المرأة بالضربة القاضية وما عدنا نسمع عن أي اهتمام للمرأة بعد مرور نكتة تعيين وإنشاء شيء خاص بالمرأة. مع أن الجميع يعلم علم اليقين أن الوزارة كانت ترضية مثل كثير من المناصب التي يخترعها الرئيس عند التشكيل، وبعد تأليف الوزارة يطلب دولته قائمة بالمناصب الإدارية، والإقتصادية، والثقافية، والسياسية، والإجتماعية حتى يبدأ بتوزيع طرود الخير على السيدات، والمؤلفة قلوبهم على حب المنصب، ومرتزقة الدولة من حيتان وسماسرة وغيرهم، والهدايا كثيرة، والمناصب توزع بناء على درجة حرارة النفاق، ومسح الجوخ... 
في سالف الزمان، والعصر والأوان تم اختراع وزارة أطلق عليها وزارة شئون الأرض المحتلة. تخيلوا أيها السادة؛ قضية فلسطين برمتها، والحروب التي خاضها الجيش العربي، وهزيمة الجيوش العربية، وأحداث أيلول، وما نتج عنها من دمار، وما نتج عن الحروب العربية مع إسرائيل من استنزاف للأمة العربية، وضياع المليارات، والشهداء، والجرحى، واللاجئين، والمعذبين في الأرض؛ كله وفوقه حلم العودة الى فلسطين، وتجميع شتات الشعب كما تجمع شتات اليهود في أرض يحسبوها أنها لهم ولأجدادهم؟َ! كله تم اختصاره بوزارة شئون الأرض المحتلة، وظل السيد دودين وزيراً لهذا المخلوق العجيب المشوه الذي يسمى شئون الأرض المحتلة الى أن ألغيت وألحقت كدائرة في وزارة الخارجية..؟! وأصبح عملها رعاية شئون المخيمات بعد أن فطن المشرع الأردني وصاحب الولاية العامة على الدولة الأردنية أن وجود وزارة تمثل فلسطين أمر لا يحتمله العقل البشري فاضطر أخيراً الى تحويلها الى مديرية لرعاية المخيمات، ويا ليتها تقوم بواجبها في رعاية اللاجئين ومخيماتهم. 
أما المفاعل النووي الأردني فله حكاية طويلة نختصرها بكلمات، فقد تفتقت عقول علماء الذرة لدينا، ومن لهم باع طويل في صناعة الأسلحة النووية على إنشاء مفاعل نووي لغايات البحث، أو لغايات توليد الطاقة الكهربائية، أو لأي غرض كان، وكعادتها حكوماتنا وأصحاب القرار في دولتنا الحبيبة؛ قاموا بإنشاء مؤسسة أو هيئة كما يسمونها لبناء مفاعل يرفضه الشعب الأردني بنسبة 90 % ووافق عليه المنتفعون به وبخيراته، فالمشروع سيكون شلال من الملايين تصب في جيوب الفاسدين، والمرتزقة من المتأردنين الذين ما شبعوا من الملايين التي كنزوها في بنوك الغرب.. 
وزارات، ومجالس إدارة، ومديريات، وهيئات أردنية بالإسم، لكن الهدف غير المعلن هو التكسب ونفخ الجيوب، وتأمين مقرات عمل ومناصب لأشخاص بعينهم.. اختراع وزارة لأجل امرأة واحدة، واختراع هيئة من أجل خاطر شخص مسنود، وبناء مقرات عمل، وكوادر وظيفية، وموازنة بعشرات الملايين، وسيارات، ومكاتب وتعيينات حتى تجد الحكومة مكاناً لوزير سابق من ستة مليون أردني معذب، وغشيم، ومضحوك عليه، ودافع ضرائب.. 
وتم إنشاء شركات للتطوير في الشمال، والجنوب، والعقبة إرضاء لخواطر بعض الأشخاص، ومنحهم رواتب تقارب رواتب رؤساء الدول العربية، وربما تتفوق عليها. وبلغت مصاريفهم على (التطوير) مئات الملايين، ولم يتطور شيء وبقيت أحوال المدن، والنواحي التابعة لشركات التطوير كما هي بل تراجعت في بعض المدن وكانت نسبة ما حصلت عليه المدينة مقارنة بنسبة ما حصل عليه المسئول: 30 % للمدينة مقابل 60 % للكادر الوظيفي... فعلاً هزلت..