الانجاز الاهم للجيش السوري بعد القصير هكذا وصفت الجزيرة

 

أخبار البلد

سقطت معاقل المسلحين في مدينة السفيرة بيد الجيش السوري ، ومعها حققت الوحدات العسكرية واحدة من أهم نجاحاتها في الاشهر الاخيرة ، بعد استعادة مدينة القصير في ريف حمص اوائل الصيف المنصرم….

ففي وقت تركز وسائل الاعلام العربية وحتى الاجنبية على معركة يتهيأ لها الجيش السوري ضد مواقع المسلحين في منطقة القلمون بريف دمشق والممتدة الى الحدود اللبنانية ، فاجأت الوحدات العسكرية المراقبين بانهاء معركة مدينة السفيرة الاستراتيجية في الريف الجنوبي – الشرقي لمدينة حلب ، وبسط سيطرتها الكاملة على المدينة.

أهمية مدينة السفيرة ، لا تنبع فقط من اتساع حجمها الجغرافي وعدد سكانها الذي يفوق المئة الف نسمة ، بل يعود الى موقعها الاستراتيجي الهام ، كقربها من معامل الدفاع ومعهد البحوث العملية ، كما بأنها تُوصف البوابة الشرقية ، لعاصمة سورية الاقتصادية حلب.
السفيرة بالارقام

تتبع إدارياً الى محافظة حلب وتقع على مسافة 25 كم جنوب شرق المدينة ، وبلغ عدد سكانها في سنة 2008 حوالي 100,000 نسمة، وتُعد بذلك واحدة من أكبر مدن محافظة حلب ، وهي تضم الكثير من الآثار والمواقع التاريخية والزراعية والصناعية الهامة.

السفيرة ….هدف الجيش والجماعات المسلحة

هذه العوامل تنبهت لها الجماعات المسلحة والجهات الخارجية الداعمة ، وهي قامت بكل ما تستطيع للدخول الى المدينة والاقتراب أكثر من معامل الدفاع ، فعملية السيطرة على هذه المعامل تُعتبر كالحصول على كنز بالنسبة للمسلحين والجهات التي تقف وراءهم.

وتقع معامل الدفاع في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، وعلى بعد يُقارب الـ25 كيلو متراً فقط عن مدينة حلب.

وتشرف المعامل على جبل الحص المطل على مدينة السفيرة ، وعلى عدد كبير من القرى والبلدات التابعة لها ، وهي تعتبر وفق بعض المتابعين ، من أكبر معامل الإنتاج العسكري في سورية.

اضافة الى ذلك تحتل مدينة السفيرة موقعاً استراتيجياً كبيراً لوقوعها بالقرب من مطاري كويرس العسكري وحلب الدولي ، وما يزيد من اهميتها وجود منطقة صحراوية كبيرة في الجهة الجنوبية منها، وتعتبر هذه المنطقة مكشوفة وخالية حتى خناصر التي تبعد عنها حوالي 60 كيلومتراً تقريباً.

تلك المعطيات جعلت الجماعات المسلحة "تستميت” لمنع الجيش من الدخول الى السفيرة ، لذلك حشدت الاف المسلحين ، من مختلف المجمعات ، بدءاً من "لواء التوحيد” و”جبهة النصرة” و”حركة احرار الشام” و”انصار الشام” وغيرها.
معركة السفيرة..

طبعاً عملية السيطرة على السفيرة لم تكن سهلة لوحدات الجيش السوري وهي أتت على مراحل وضمن خطة شاملة بدأت في الربيع المنصرم تحت عنوان "عاصفة الشمال” التي هدفت بداية الى تأمين الطريق التي يربط بين حماة – حلب ، اضافة الى خطوط الامداد العسكرية والاغاثية ، الى الاحياء الغربية في حلب.

هذه العملية (عاصفة الشمال) آتت ثمارها ، بعد تأمين الطريق الواصل الى حلب عبر وفك الحصار المفروض على معامل الدفاع ، حيث كان يعتقد المسلحون ان من شأن هذه الحصار التأثير على عمليات الجيش في شمال وشرق البلاد ، وصولاً الى شل حركته.

ورغم نجاح الجماعات المسلحة في إعادة قطع الطريق لفترة وجيزة عند بلدة خناصر ، واصلت الوحدات العسكرية تقدمها مستعيدة خناصر الاستراتيجية وعدد من البلدات (41) والمزارع المحيطة ، لتفتح الباب لانهاء حصار حلب ، لاستعادة السفيرة التي توصفه على انها "صخرة” جبهة النصرة وقلعتها في المنطقة.
سير المعارك

وفق المعلومات الواردة من المنطقة فان وحدات الجيش استطاعت اقتحام السفيرة من محوري البحوث العلمية ومعامل الدفاع ، ومن منطقة القبان على طريق قرية أبو جرين ، قبل ان تحسم المعركة صباح يوم الجمعة (1 – 11 – 2013 ) بعد نحو 3 اسابيع من القتال.

الخبير الاستراتيجي تركي حسن يؤكد لموقع المنار ان السيطرة على السفيرة تحقق سلسلة من الاهداف الاستراتيجية للوحدات العسكرية المنتشرة شمالاً اهمها:

اولاً: تعزز القوات السورية المنتشرة في المنطقة

ثانياُ: توجه ضربة قاسية للمسلحين كون السفيرة كانت تشكل غرفة عملياتهم

ثانياً: المساهمة في تأمين طريق حلب – الرقة – ودير الزور

رابعاً: تأمين المؤسسات الصناعية والزراعية الضخمة المنتشرة في المكان

خامساً: حماية محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تغذي حلب ، وتنتج اكثر من الف ميغاواط

سادساً: ستساهم في فك الحصار على مطار كويرس العسكري.

سابعاً: زيادة تأمين الطريق الدولية التي تصل حلب بحماة

ومن نتائج السفيرة الهامة بحسب الخبير حسن ، عجز الجماعات المسلحة عن مساندة مسلحي السفيرة ، يقول حسن ان هذا الامر يعود الى سببين رئيسين ، الاول عدم قدرة المسلحين خرق تحصينات الوحدات العسكرية التي قطعت طريق امداداتهم الى السفيرة ، أما السبب الثاني ، هو القتال الدائر بين تلك الجماعات في عدد من مناطق الشمال والشرق السوري.

انجاز السفيرة لا يقلل من أهمية المعارك الاخرى التي يخوضها الجيش السوري على امتداد الجغرافيا وفي مقدمها تأمين العاصمة ، ومحاصرة معاقل الجماعات المسلحة في الغوطتين الشرقية والغربية ، لكنه بالتأكيد يفتح الباب واسعاً امام الجيش لتحقيق خرق واسع وربما اكثر تجاه معاقل المسلحين في الاحياء الشرقية في حلب ، تمهيداً لاستعادة عاصمة البلاد الاقتصادية…