العشائر الأردنية ترتقي بنوعية حياة المواطن ، من خلال أنسنة الدولة والمعرفة ، وتعميمها على المنطقة

العشائر الأردنية ترتقي بنوعية حياة المواطن ، من خلال أنسنة الدولة والمعرفة ، وتعميمها على المنطقة ! الدكتور الشريف رعد صلاح المبيضين
إن الارتقاء بنوعية حياة المواطن ، تحتاج إلى مجموعة غير تقليدية من الأسس والمناخات المتعددة والمتنوعة ، لغرسها في الأسرة والمدرسة والجامعة مروراً بالعمل ووصولاً إلى علاقة الإنسان مع خالقه، لإيجاد أرضية قيم النهوض الشامل من خلال رؤيا واضحة لبناء الانسان واطلاق طاقاته الابداعية في مختلف المجالات ،وما تقوم به عشائرنا الأردنية اليوم لابد أن يستوقفنا كمراقبين وباحثين ،وعلى كافة المستويات الأكاديمية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والطاقة ، ومعاهد وجامعات ومراكز ومؤسسات وهيئات تعنى في اعداد الدراسات والأبحاث التي تخدم الانسان والمجتمع ، حيث أن هنالك من داخل العشائر تفاعل نوعي متقدم جداً مع قضايا المجتمع وتطلعاته ، والملفت أن أبناء هذه العشائر من الأكاديميين وأستاذة الجامعات ممن يرتبطون بعلاقات علمية وثقافية مع المئات من الجامعات والمراكز العلمية العالمية العريقة ، قد سخروا جل وقتهم لإنجاح أهداف ومضامين رسالة العشائر الأردنية، والتي حتماً ستكون النواة الحقيقية للانطلاقة العربية الإقليمية الإنسانية الجديدة في المنطقة ، إنها الأنسنة للدولة والمعرفة ، وتعميمها على المنطقة التي تعاني من الويلات والنكبات ، المنطقة التي إذا ما قدر لأبناء العشائر الأردنية النجاح في مهمتهم هذه ،فإنها ستتحرر حتماً من شيء أسمه عالم ثالث أي (العبودية القانونية ) والسؤال على طاولة البحث هنا : ترى ما الذي يدفع هذه العشائر للسير في هذا البرنامج الذي يبدأ من المناداة بممارسة السيادة فوق الأراضي الأردنية لاستخراج مقدرات الوطن من النفط ، وغيره من الثروات التي لا تعد ولا تحصى ؟! وللإجابة نقول : الأردنيين هم حملة رسالة الثورة العربية الكبرى ، وغالبيتهم حكماء في الفطرة ،وإنسانيين في الطبع ، ولا تستهويهم الثورات الطفولية والمراهقات السياسية ، لهذا فقد تابعوا عن كثب وبكل جد ما حدث ويحدث على امتداد وطنهم العربي الكبير، والنتيجة أن هنالك مجموعة من القرارات ظهرت على السطح من بينها كبداية ( مؤتمر العشائر الأردنية ) والذي تجد معظم أعضائه من أبناء العشائر الحاصلين على اعلى الدرجات العلمية في التخصصات الحديثة لخدمة المجتمع والانسانية ، هؤلاء الرجال الذين فكروا في استثمار ما يتمتع فيه الأردن من قدر كبير من الحرية والديمقراطية، التي لا ولن تسمح لأي تدخل أمني غير مدرك لحقائق الواقع الأردني والعربي عموماً، قد تكون نتائجه كارثية في قلب كافة معادلات الاستقرار ليس في الأردن فحسب ، وإنما في عموم المنطقة وربما العالم .
نحن إذن أمام مشروع نهضوي يقوم على رؤيا واضحة لبناء الانسان والأوطان واطلاق طاقات الانسان الابداعية ، مشروع سيهيأ لنا مناخات جديدة تتجاوز نقص في الموارد والامكانيات ، وها هي مؤشّرات الارتقاء بجودة المواطنة والوطنية الإنسانية تتجلى عبر لجان إصلاح ذات البين ، وغيرها من لجان مجلس الحكماء العشائري لرفع مستوى الوعي المجتمعي وتفعيل دوره في رفع وتطوير مفاهيم الإنسان الأردني وفي مختلف المواقع ضمن خطط وبرامج طويلة الأمد ، برامج تبني وتؤسس لنظام وطني مجتمعي قيميي وتقييمي بذات الوقت من ناحية ، وتعمل على وأد المفاهيم الخاطئة والمجحفة بحق الفئات المستضعفة والتي تحول دون تكافؤ الحقوق والفرص بين المواطنين من ناحية ثانية ، ولننظر يا سادة ولنمعن النظر المتعمق ماذا نجد في العشائر الأردنية ؟ أتساءل والسؤال موجه لكافة المسؤولين في الحكومات التي عملت على اغتيال الشخصية الأردنية ، بالله عليكم ماذا تجدون في أبناء العشائر ؟ هل تجدون شيئاً غير الصدق والتميز ؟ !! لماذا إذن لم تكن لكم رؤية مستقبلية لهذا الإنسان الكنز ؟! أنا أقول لكم لماذا ؟ لأنكم في شغل فاكهين فأنتم ما بين السفرات ، والندوات ، والجلسات ، وممارسة كافة اللذات والشهوات على حساب هذا المواطن الذي يشكل في وجودة أهم وأفضل استراتيجية لأنسنة العالمية الدولية والمعرفية على حد سواء .
كم أنتم جهابذة في فهم الأردن أرضاً وشعباً ونظاماً ، بدليل ما نحصد من جوع ومرض وفقر وبطالة ، وما تخزنون من مليارات ، كفى ، فقط هي كلمة واحدة أقولها لكم ولوجه الله تعالى ( كفى) فالغد بيد الله ، ولا أحد منا يستطيع أن يضع خيمة على رأسه ، فلنحذر من حبل الله وحبل الناس ، صدقوني ملفاتكم بأيدي أبناء العشائر المخلصين لله والمواطن والوطن والمليك ، ولا نريد أن نطرح ما يسمى بالمحكمة الشعبية أو المحاكمات العشائرية ، لأننا نحترم دولة المؤسسات والقانون ، ونحترم قضائنا الذي يحتاج إلى استقلالية تحرر الإعلام ولا تكبله ، وأريدكم أن تفكروا بما سأقول جيداً : من يخطط إلى ما بعد القطرية ويضع أسس وبرامج التشاركية ويعمل على توظيف الموارد الطبيعية والبشرية الداخلية والخارجية على المستويات العربية والإقليمية والعالمية ، من السهل عليه جداً أن يسترد الأموال المنهوبة ، ويحاكمكم بشكل قانوني سواء داخل أو خارج الأردن وبشكل رسمي أو شعبي أو عشائري !
والذي نفسي بيده أن أكبر نعمة تتمثل في الفهم ، فتعالوا ، وها نحن نمد لكم اليد ولنضع على راس اولوياتنا ( إعادة أموال المواطن والوطن المنهوبة) من أجل تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية وإرساء شيء من اسس دولة القانون واحترام حقوق الملكية العامة للمواطنين بهذه المقدرات والأراضي والمؤسسات التي أفسدتموها ، ندعوكم اليوم إلى ما نسميه العمل العشائري المؤسسي والحوار العقلاني ، وعليكم أن تساعدوا أنفسكم وأبنائكم من خلال الإسهام في توفير العدالة بين أفراد المجتمع ، سيما وأن ما تقوم فيه العشائر الأردنية اليوم ما هو إلا نتاج لقراءات مستوعبة لأبعاد التحوّلات في الأردن وعموم الإقليم الشرق أوسطي ، والسعي نحو تشكيل مستقبل الأردن والمنطقة ، ولا يخفى على المفكرين والمثقفين وفقهاء السياسة والدين ، أن منطلقات هذا المؤتمر الأنموذج على المستوى الإقليمي تنطلق من صميم العشيرة العربية التي تستشرف المستقبل وتحدياته القائمة والقادمة ، وتضع الأسس القانونية والحضارية لضمانة مكانة الأمة ومقدراتها وإظهار دور الفكر في القبيلة والعشيرة في التمكين من الوعي والارتقاء فيه إلى مسارات الحكمة في الثورة العربية الإنسانية ، التي لا بد لها أن تتخلى عن السلاح الذي يفتك بالشعوب على امتداد هذا الوطن الكبير .
العشائر الأردنية يا سادة تضع الميثاق الذي يحمي المطالب والحقوق والقيم الأخلاقية والقانونية ، ليس بهدف احتواء الأزمات والحركات فقط ، بل لمعالجة الجوع والفقر والبطالة والجريمة والإرهاب من خلال قيم ومفاهيم الأمن الإنساني والإنماء الزراعي و تعزيز الأمن الغذائي ، ليتسنى لنا الحديث عن أحقيتنا في الأمن التعليمي والتكنولوجي وأمن الطاقة السلمية ومجموعة الأمنات ، التي تمكننا من الحديث عن الاستثمار بشكل عملي بالإنسان، وليس بشكل خيالي وتنظيري لا يتجاوز قاعات اجتماعاتنا في الفنادق وساحات الفجور ، نريد خطوات عملية تتناسب مع طموحات أبناء العشائر المتزايدة ، وستبقى عشائرنا الأردنية دائمة التطور، تواكب التقدم العالمي لتنهض بكافة مكونات المجتمع ، ليكون صاحب المبادرة محلياً وإقليمياً وعالمياً ، وما هذه الخطوات المباركة إلا تمهيدا لإعداد خارطة طريق التي تعد من قبل خبراء في المؤتمر لمواجهة التحديات التي تواجه هذا العمل الوطني الإنساني الرائد والخالد ، لأن مضمون رسالة العشائر الأردنية بأن ترتقي بنوعية حياة المواطن من خلال أنسنة الدولة والمعرفة ، وتعميمها على المنطقة ! خادم الإنسانية