الملكة رانيا اذ تعترف بالاخطاء

الملكة رانيا اذ تعترف بالأخطاء
عاطف عتمه
لقد تابعت الحلقتين الخاصتين اللتين بثتهما قناة العربية في لقاء خاص مع جلالة الملكة رانيا العبد الله – حفظها الله – والتي اجرتها الاعلامية الاردنية في قناة العربية منتهى ابو دلو اذ لقد كان اللقاء شاغفا متشوقا جاذبا يجعل من المشاهد حاضرا ينتظر الاستماع الى المزيد من الاسئلة للتعرف على المزيد من شخصية الملكة وخصوصيتها وحقيقة حياتها الاجتماعية .
سألج الى مزيد من الجدليات حول الحلقة الخاصة ولب المقابلة بعد ان امرّ على اخراج الحلقة والتقديم انطلاقا من كوني متخصّصا في الاعلام وخبيرا اعاقر المهنة لعقود من الزمن خلت ، فلقد كانت جلسة الملكة مع محاورتها موفقة بحيث لا تظهر كضيف محاور ندي يحاول تسجيل مواقف او ابرازها يهدف مماحكة الجمهور ، كما وأظهرت الحلقة ان الجمهور الاردني هو المستهدف اولا في غالبية محاور اللقاء ثم الجمهور العربي فالنخبة ، فكان اللقاء بمثابة لقاء ودي الهدف منه جلاء بعض الحقائق ومخاطبة روح الانسان من القلب الى القلب وليس النزول من عل على الجمهور والفوقية الامر الذي برز بوضوح ، ثم اللافت في الامر والسالب للب الحكيم تواضع الملكة وعدم تكلفها في الكلام ومخاطبتها الناس بلغتنا الدارجة ، ثم جاء لباس الملكة الهادئ المحتشم المتواضع ليضفي على الملكة مزيدا من الالق واللمعان الى اشعاع الملكة الدائم ولمعانها الدولي ، فلقد اسرت قلوب الناس عالميا بحكمتها وقدرتها الامر الذي اربك الداخل واجج نار الحاقدين والناقدين فكان اللقاء يحل جزء من اللغز .
كان بعض ممن يشاطرني متابعة اللقاء والتعليق عليه يرى عمق خاص في حديث الملكة يشبّه اسلوبها بأسلوب الراحل الملك حسين – رحمه الله - في الحديث ويحاكيه مما يدل على اعجابها بالمرحوم ، كما لوحظ حب الملكة للشعب الاردني وإعجابها بطريقة حياته على اعتبار انها تركيبة من تركيبته ، رغم محاولات البعض الاساءة والتعريض للملكة وأسرتها وهو امر ما اخفته وعرضت له دون ان تتعمق فيه لمعرفتها بالكثير من الدوافع والأهداف من ورائه ، لكنه حري ان يذكر في ذات الوقت انه كان الكثير منه لغط وإشاعة ومحاولات للنيل والتشهير بيد انها لم تدّع الكمال لان كل من يعمل ويجتهد من الممكن ان يخطئ وان يتعرض للنقد بتواضع فهي اخيرا اكدت انها من صنف البشر وليس الملائكة .
كانت الملكة تبرز انها تميل الى الهروب الى وداعة وجودها في عاطفة الامومة والزوجة بارزة في حديثها عن حياتها كباقي امهات الدنيا وظهر للعيان انها مائلة لان تكون حياتها كأم وزوجة امنية اكثر من كونها ملكة لكن الموقع يفرض بروتوكولاته المتعبة .
حديث الملكة كان اكثر من رائع في مصداقيته وهي تتحدث انطلاقا من بيئتها وطبعها وسجيتها وحبها لوطنها وأهلها وعروبتها وإسلامها وهذه الطينة التي خرجت منها وحبها لرسولنا الكريم بصلاتها عليه والذي كان لها شرف الانتماء اليه والى عترته الطاهرة فمن منا لا يرجو شفاعته ورحمته وظلال شجرته الوارفة .
انها ملكتنا الرائعة التي نحب وأقول ان التصيد للأخطاء ومحاولة إدانة الاخرين والإنكار عليهم غاية في السهولة يتقنه كل جاهل ولكنه لا يعد علما ولا سعيا للإصلاح بل هو حقد اعمى وحسدا من عند انفس خبيثة لاترتاح ولا تترك الاخرين يرتاحون .