شباب الحراك

أطرف ما يمكن أن يقال في ملف شباب الحراك المعتقلين هو أن القضية قضائية، ولا علاقة للحكومة بها.
لو كانت المسألة قضائية لقدم المعتقلون – بعضهم أمضى اكثر من 5 أشهر في السجن- إلى المحاكمة.
قد تستطيع المحكمة إثبات تهمة إطالة اللسان بحقهم، لكن من الصعوبة بمكان إثبات تهمة تقويض نظام الحكم.
مشكلة تهمة إطالة اللسان أنها تهمة غير موجودة في قاموس المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان، كما أنها تهمة غير معروفة لدى الدول الغربية التي تعد «مربط خيلنا».
كما أن وجود سجناء بتهمة قدح المقامات العليا في السجن، سيجعل مواطنين يتساءلون: لماذا لا يوجد شخص تطاول على الذات الإلاهية في السجن رغم كثرتهم؟!.
زرت شباب الحراك القابعين في سجن الهاشمية؛ هشام الحيصة وثابت عساف.
تحدثوا عن معاملة لائقة من قبل إدارة السجن، رغم زجهم مع أصحاب جنايات وسوابق، ورغم عدم أدائهم لصلاة الجمعة؛ فلا يوجد صلاة جمعة للنزلاء.
رأيت في أعينهم بريقا وإصرارا على المضي قدما في المطالبة بالإصلاح حتى لو بقوا وحدهم في الساحة.
كانا مهتمين بالشأن العام أكثر من اهتمامها بقضية الاعتقال.
أعرفهما قبل السجن، ورأيتهما أول أمس من وراء الزجاج بنفس الروح والمعنوية العالية وبنفس الاندفاع، ورأيت نضجا أكثر.