وجهان لعملة واحدة


الوطن لا يقدّر بثمن ولو بمال الدنيا وكل ذرة تراب فيه تعني الكثير الكثير لنا ، الشرف والعرض والكرامة والكبرياء والإعتزاز والإنتماء ، ونحن الغالبية العظمى من أبناء الأردن بشتّى الأصول والمنابت والمهاجرين والأنصار نفتخر ونفاخر العالم بأردننا الحبيب الطاهر وبصدق انتماءنا الذي لا يباع ولا يشترى لأن انتماءنا خُلق معنا بدماءنا وأرواحنا وقلوبنا التي تنبض بكل مشاعر الولاء والوفاء بظل الراية الهاشميّة وعميدها صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله أمدّ الله بعمره وأدام عليه الصحة والعافية . الأردن هذا البلد المطمئن الآمن الأمين والكبير بشعبه والكبير بإنجازاته وحضارته وتقدمه وقوته ومناعته والله لو توفرت لنا الإمكانيّات والثروات الى جانب المتوفر لنا من الكفاءات والقوى البشريّة المتعلمة والمثقفة لكانت خُطانا أسرع نحو المزيد من التقدم والإزدهار والنماء ، لأننا أصحاب إرادة إعتدنا دوماً أن ننظر الى إنجازاتنا بالإفتخار والتفاؤل وأن نطمح للمزيد من ذلك فهذه هي نظرتنا للوجه المشرق والنجاحات المستقبليّة على كافة الأصعدة بسواعد شعبنا الذي يعمل ضمن الفريق الواحد والأسرة الواحدة على أن نستمر بالنهج والمصداقيّة والإلتزام وصدق الإنتماء والإخلاص وأن نكون واقعيين ومنطقيين فيما بيننا وصادقين مع أنفسنا في حواراتنا والتعبير النظيف والنقد البنّاء وأن تكون المقارنه بين وضع وآخر ضمن الإمكانيّات المتاحة والمتوفرة وأن نستذكر الماضي كيف كنّا وكيف أصبحنا من منظور النجاح وليس بمنظور الإحباط وأن لا ننكر تقدمنا وتطوّرنا وإبداعاتنا وإنجازاتنا ونجاحاتنا على كافة المستويات وأن نطمح دائماً للأفضل ، وعلى سبيل المثال العنوان أن بيننا من يملك ولا يلتزم وآخر لا يملك ويلتزم وأيضاً فئه مضيئه وفئه معتمه وفئه صافية النيّه وفئه غير ذلك ، وفئه متفائله وفئه متشائمه وفئه راضيه وفئه غير راضيه ، شريحه من أبناء هذا الوطن الطيّب قُدّر لها أن تزور (العالم الأوّل) لعدة اسابيع إما للزيارة أو السياحة أو مهمه وظيفيّه ومن ثم تعود لأرض الوطن تتحدث عن مشاهداتها لما وصلت إليه تلك الدول من تقدم وازدهار ورفاهيّة وحياة شعوبها بسبب توفر الإمكانيّات والثروات الهائلة والتزام وانتماء شعوبها ، وإن هذه الشريحه كلها أمل وتفاؤل وطموح أن نصل يوماً الى ما وصلت إليه تلك الدول بالعزيمه والإصرار ، أما الشريحه الثانيه التي زارت أيضاً تلك الدول وهي الشريحه المتشائمه غير المتفائله والغير راضيه عندما تعود بعد ان شاهدت ما شاهدته الشريحه الأولى للأسف تبدأ بالتحدث فقط عن الفوارق والسلبيّات وتصفنا بالتخلف والفقر ناقمه على أسلوب حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا حتى على غذاءنا وشرابنا ولباسنا وأسماءنا وكأننا من عالم آخر لا نستحق الحياه متناسيه ومتجاهله الإنجازات والنجاحات والتميّز العلمي والصحي والرعاية الإجتماعيّة والبُنيه التحتيّه والمعونة الوطنية والعديد من الإنجازات المشهود لنا فيها بالرغم من ضعف الإمكانيّات والثروات وتمسّكنا بعاداتنا وروابطنا وتقاليدنا وطهارة مجتمعنا وترابطنا الأّسري ، ونحن الشعب الأردني لا تهمنا القشور وإنما يهمنا الجوهر وهذا لا يمكن أن نتخلى عنه ولو هبطت علينا كل الثروات وهذا الذي يجب أن نقارن أنفسنا به والذي تحسدنا عليه دول العالم الأوّل وقد فات الأوان عليها لتحقيقه لأن تحقيقه لا يتم عبر الإمكانيّات الماليّه والتكنولوجيّه والقوّة الإقتصاديّة ، وإنما نحن قادرين على اللحاق بهذه الأمم المصنّعه تكنولوجيّاً وعلميّاً بفضل تميّزنا العلمي بكافة جوانبه وافتخارنا بالأجيال القادمة المحصنّه بالعلم والمعرفه والكفاءة ونبوغ عقولها ومقدرتها على الإنجاز و الإستمرار والنجاح وتحدي الصعاب وأن يواكب ذلك غيرتنا وحرصنا وانتماؤنا الصادق نحو وطننا الأردن ، فإن تحاورنا أو اعتراضنا أو اختلافنا بالرأي يجب ان يكون مبني على الإحترام المتبادل والإبتعاد عن المناكفات والتشويش والتجريح والتخوين والإفتراء والتجنّي والإستفزاز ، وأن الذي يجمعنا اكثر من الذي يفرقنا لأنه بالنهايه نحن جميعاً أبناء هذا الوطن الذي نعيش تحت سماءه ونأكل ونشرب من خيراته ، وأن نحرص على أن لا تزاحم شريحة أو فئة وهنا (لا أُعمّم) من أنعم الله عليهم بالمال واللهم لا حسد الشريحه المحتاجة والفقيرة والمستورة ممّا وفرته الدوله لهم من العلاج والدواء المجاني والتعليم المدرسي والجامعي المجاني والمساعدات الإنسانيّة والماليّة وأن يتركوا ذلك لمن هم بحاجه ماسه لها ، كون الفئه المقتدره بإمكانها الإنفاق بأريحيّة كامله على كُل ما ذُكر من الأمور المجانيّة والخدماتيّة حتى تتمكن الأسر المستوره والمحتاجه من الحصول على هذه المساعدات التي هي بأشد الحاجه لها وأن يكون لها نصيب بالحياة ، حتى أن الملابس القديمة (الباله) لم تعد هذه الشريحه قادره على شرائها لارتفاع أسعارها بسبب الشريحه المقتدرة جداً على شرائها ، وكم كنت أتمنى وما زالت آمل أن نجد يوماً جميع أثرياء المجتمع المقتدرين من أصحاب الأموال التي نمت ثرواتهم وأموالهم بفضل هذا البلد الكريم ومساهمة الدولة بتسهيل أعمالهم من أنظمة وقوانين وتأمين مصالحهم والمحافظة على أموالهم وثرواتهم أن تلتزم بما يترتب عليها من ضرائب مستحقة للدولة واضعه أمامها ونصب أعينها مخافة الله وليبارك لهم بأموالهم أن تكون صادقه كل الصدق عند الوفاء المالي بما يستحق عليهم حسب وضمن المعادلة المالية المقررة من الدولة وأن يكون ذلك جزءاً مما يستحقه الوطن وواجب يفرضه علينا الإنتماء الحقيقي للوطن وأن لا يقتصر الإلتزام فقط على فئات الموظفين والعمال وصغار التجار والفنيين التي تقتطع الضرائب منهم مباشرة وهم راضين كل الرضى مع العلم بأنهم بأشد الحاجه والماسه لكل فلس يساعدهم على توفير لقمة العيش لأسرهم لكن معتبرين ذلك واجب وطني نحو وطنهم ولا يبخلون عليه حتى بأرواحهم لأنهم لا يريدون المكاسب على حساب الوطن لأنهم إختاروا الوطن الذي لا تساويه كنوز الدنيا. 

وضاح عصفور