تشويه العَلَمْ الأردني من أجل رابعة ومرسي .. !
والصدمة ليست فقط من ذلك الانهيار المريع لحكمهم في الشقيقة القاهرة وانما « مبادرة زمزم « التي باتت مصدر ارق وقلق على مستقبلهم خاصة بعد قدرتها على جمع ما لم يجمعوه في اجتماعها الاخير من شخصيات اسلامية لها وزنها على الساحة المحلية والعربية والاسلامية.
ولان الزمرة المسيطرة على قرار الجماعة في الاردن اختطت طريق الصدام بعدما ضربت عرض الحائط كل دعوات الحوار، وغدت على قناعة بان البساط ينسحب من تحت اقدامها من قبل اصحاب العقل والرشد في الجماعة، عادت لتنشيط حراكها على امل ان تظل هي في الصورة وتسرق الاضواء من تلك المبادرة التي استصاغ الاصلاحيون الحقيقون في الاخوان وغيرهم لغتها وافكارها لان هدفها استقلال الاردن وسيادته وليس جعله لقمة سائغة في افواه اجندات خارجية همها ابتلاعه في مخططات اقليمية ودولية.
ومهرجان صرخة الاقصى في الساحة المقابلة لمؤسسة النقل العام في ضاحية الاقصى شمال العاصمة عمان واحد من تلك المحاولات التي هدفت الجماعة من خلالها تبييض صفحتها من التعاون مع الامريكان والعمل معهم على قدم وساق لتحقيق الفوضى الخلاقة بعد وصولهم الى الحكم في تونس ومصر وفشلوا في الاردن وكذلك سوريا.
ومن تابع تفاصيل الهتافات والكلمات وغيرها من ادوات التحشيد، يجد ان الاقصى غاب في هذا المهرجان الذي نظم باسمه، فالهجوم شن على امريكا التي ساعدت تنظيمهم العالمي على الوصول الى الحكم في مصر وواوقفت مساعداتها عن المحروسة لاشتراطها بعودة مرسي وتنطيمه تحت يافطة « الشرعية».
اما الحصة الاكبر من المهرجان فقد تركزت على الهتاف للرئيس المخلوع محمد مرسي والشرعية في مصر وميداني رابعة العدوية والنهضة، ليكتشف الذين جاءوا لنجدة الاقصى بانهم استدرجوا الى فخ هدفه استعراض شعبي بان الاخوان المسلمين لا زالوا قوة في الشارع الاردني.
ولعل ادراك بعض الذين جاءوا من اجل الاقصى الذي هو اولوية الاردنيين على مختلف اصولهم ومنابتهم بان الدعوة لـ ( الاقصى ) والعرس لـ (مرسي) جعلهم ينسحبون ليخسر الاخوان مزيدا من مصداقيتهم على الساحة السياسية المحلية.
والواضح ان قناعة اصحاب القرار في الجماعة هذه الايام بان الدعوة الى حراكهم او مناصرة مرسي وميداني رابعة والنهضة لا يلقى اذاناً صاغية عند الاردنيين جعلهم، ذهبوا الى ديباجات اخرى لم تكن في اولوياتهم في عز الحراك.
واستفزازات الاخوان في هذه الفعالية لم تقف عند تخوين من هم ضد ما يسمونه الشرعية في مصر ورقم اربعة، فقد جرى تطاول وتشويه للعلم الاردني الذي رصدته عدسات الزملاء المصورين يرفرف وقد الصق عليه احدهم شعار رابعة العدوية. وقد يتساءل البعض ما الضير في ذلك؟. سنقول ان هذا التطاول اذا لم يتم الوقوف عليه، فليس غريبا ان نرى في فعالية اخرى صورة مرسي او همام سعيد او زكي بني ارشيد ملصقا عليه. وسؤالي لماذا لم يرفع انصار رقم اربعة هذا الشعار على راية الاخوان المسلمين الذين يعشقون ميدان رابعة. ؟
ان ما جرى اساءة مقصودة للعلم الاردني، والهدف الاساءة الى هذه القدسية تماما مثلما حاول متشددو الجماعة الاساءة الى رموز الدولة في اوقات سابقة بقصد المساس بهيبة الدولة.