نافق ينافق منافقة ونفاقًا

قد يتخيل للقارئ الكريم ان عنوان المقال يوحي بان الكاتب سوف يسالة كم قافا في العنوان .... ابدا كلا فالعنوان يشير الى مرض اجتماعي خطير يستشري بالمجتمعات ومنها المجتمع الاردني وتحديدا النفاق السياسي تحت غطاء الاجتماعيات والتهاني والتبريكات والنعي بالصحف والبهرجة في الولائم والمناسبات وخصوصا لاصحاب المناصب والوظائف القيادية حتى وصل الموضوع ان قيادة الجاهات للعرسان اصبحت من اختصاص بعض اصحاب الدولة والمعالي وحلو محل شيوخنا وكبارنا . ومما دعاني لكتابة هذا الموضوع انة في خلال هذا الشهر وقفت حائرا امام بعض السلوكيات المتناقضة والتي كنت اتابعها في وسائل الاعلام ومنها الصحف اليومية ومن هذة المواقف التي اثارت فضولي ان شخصية عامة كانت تشغل موقعا مهما وحساسا قبل سنتين واذكر في حينها ان حصلت حالة وفاة لاحد اصولة فبقيت الصحف اليومية تنزل النعي والعزاء لاكثر من اسبوع وعلى مستوى صفحات بالصحف وذات الشخصية التي تركت المنصب الوظيفي فجعت بوفاة احد الاصول وتابعت النعي والعزاء ولم ارى سوى ذوية وبعض الصادقين بمشاعرهم او من يحاول ان يحافظ على شعرة معاوية قدموا التعازي والنعي وقد رأينا بعض اصحاب الجامعات الخاصة يتسابقون لنعي احد اشقاء سفير خليجي موجود بالاردن ويستكثرون نعي طالب يتوفاة الله وهو يدرس لديهم ...... لله دركم !!!!!
ونعود للعنوان من ناحية لغوية لنرى ماذا يقول العلم عن هذة الظاهرة التي اصبحت تتزايد يوما بعد يوم الا وهي النفاق . فالنفاق فعل المنافق يقال : نافق ينافق منافقة ونفاقًا ، أما أصله فقد اختلف فيه على قولين ، فقيل : إنه مأخوذ من النفق ؛ لأن المنافق يستر كفره ، فهو كمن يدخل النفق يستتر فيه .

وقيل : إنه مأخوذ من نافقاء اليربوع أي جحره ، فإنه يخرق الأرض حتى إذا كاد أن يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج ، فإذا رابه ريب دفع تلك القشرة برأسه فخرج ، ومنه اشتقاق النفاق لأن صاحبه يكتم خلاف ما يظهر ، فكأن الإيمان يخرج منه ، أو يخرج هو من الإيمان في خفاء . وظاهر جحر اليربوع تراب كالأرض وهو في الحقيقة حفرةُ . وكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر .
وصور اخرى ايهامية للناس ان بعض من يضعون التهاني بالصحف لايكتفوا بالتهنئة فقط بل ينمقها بعبارت الاخ والصديق والحبيب ليشعروا الاخرين بهذة العلاقة الحميمية وفعليا ان ما يربطة بة مصلحتة ولولا مصلحتة لما عرفة اصلا ايها المنافقون الدجالون كفاكم نفاقا وعودا لرشدكم وصوابكم ولا تتعلقوا بالسراب والوهم لان هذا المسؤول او ذاك مكلف وملزم قانونيا واخلاقيا باعطائك حقك فقط وليس حق غيرك ووفروا ثمن نفاقكم او تصدقوا بة لعل الله يهديكم ويرشدكم الى الصواب .

الدكتور حسين احمد الطراونة