تسجيل موقف

                                      

في خضم ما جرى  ويجري في بعض الدول العربيه من  ثورات شعبيه كبيره وسقوط بعض الانظمه الاستبداديه والاصلاحات السياسيه والاقتصاديه واطلاق الحريات العامه وتعديل بعض القوانين الناظمه للحياه السياسيه التي بدأ الحديث عنها وكان بدايه الامر من تونس الخضراء  وسقوط نظام بن علي  بعد اكثر من ثلاثين عاما من الحكم الاستبدادي الامني الذي روع المواطنين وتخلي اقرب الناس عنه في اللحظه الحاسمه وكذلك تخلي اصدقائه الاوروبيين والامريكان  عنه بعد ان كان الطفل المدلل والحليف الاقرب الذي ينفذ كل ما يؤتمر به ومن ثم ما حدث ويحدث الان في مصر المحروسه من ثوره شعبيه عارمه ممتده لغاية الان في ميدان التحرير وبعد اكثر من مئتين شهيد سقطوا دفاعا عن حقوقهم المنهوبه وكرامة شعبهم الممتهنه وحريتهم المغتصبه ودفاعا عن رغيف الخبز ومستقبل ابنائهم وحقهم في التعبير عن رأيهم بحرية تامه دون قيود ودفاعا عن  كرامة مصر العروبه  ، كل هذا حدث بفعل الغضب الشعبي اي ان الشعب هو من بدأ باشعال فتيل هذه الثورات بشكل عفوي دون ان يكون لاحزاب المعارضه في كلا البلدين اي دور في عملية التنظيم او تحريك الشارع  وكان ذلك باعتراف بعض قيادات تلك الاحزاب الصريح ان لا دور لهم اطلاقا في كل ما حدث مع ان هذه الاحزاب لها تاريخ طويل من النضال ولكنهم عجزوا عن احداث التغيير المنشود وهذا مؤشر ان الشعب العادي البسيط هو من بيده التغيير وان الانظمه تصبح عاجزه  وغير قادره على مواجهة غضب الشعب .

ولكن المحزن في هذا المشهد قيام بعض الاشخاص والاحزاب باختطاف هذه الثوره وتسجيل المواقف   والظهور بعد الثور الشعبيه بمظهر المنقذ  والحديث بالنيابه عن الشعب وكأن الشعب هو من فوضهم بذلك واخذت بعض الاحزاب دورها المفقود منذ عقود وقامت باستغلال الموقف  مستغله عجز الحكومات وتنفيذها لاي مطالب تطرح على الطاوله  فهذه الفرصه التي قد تستفيد منها الاحزاب وبعض الشخصيات بالحصول على امتيازات سياسيه كانت قد عجزت بالماضي بالحصول عليها بمعنى اخر تسلق البعض وبشكل بشع على ظهر هذا الشعب المسكين المقهور الذي قدم التضحيات وما يزال يقدم  والحصول على منافع  لهم ولاحزابهم على طبق من ذهب ، فهناك احزاب واسماء لم نكن نسمع بها قد خرجت واخذت تفاوض الحكومات وكأنها الراعي الوحيد والناطق الرسمي باسم الشعب .

ووضعنا هنا في الاردن قد لا يختلف كثيرا عما حدث في تونس ومصر فاول مسيره انطلقت من مدينة ذيبان في محافظة مأدبا شعب بسيط غير مسيس ولا ينتمي لاي حزب سوى لحزب الوطن همه الوحيد تأمين لقمة العيش ومستقبل ابنائهم  لا يسعون للحصول على منافع سياسيه او حقائب وزاريه او تصفية حسابات قديمه مع الحكومة وهذا ينطبق على ما حدث من اعتصامات في المدن والقرى والمخيمات الاردنيه ، وعندما شعرت الاحزاب الاردنيه وبعض مؤسسات المجتمع المدني ان الامور قد تفلت من يديها كونها  كانت تعتقد انها هي من يحرك الشارع بهذه الطريقه اخذت تدعو الى تنظيم مسيرات واعتصامات  وبشكل منفرد في بداية الامر حتى تظهر بالصوره لوحدها وان لا تغيب عن المشهد العام  .

ومن جهة اخرى اصبحنا نقرأ وبشكل يومي في الصحف والمواقع الالكترونيه وبعض فضائيات الردح  بيانات تخرج عن مجموعة من الشخصيات التي يقال عنها شخصيات وطنيه او رسائل من اشخاص يعتقدون في قرارة انفسهم انهم مهمين وصانعي مجد وثوريين وهم بهذا واهمين حالمين بعضها موجه الى رئيس الحكومه الجديده وبعضها موجه الى الديوان الملكي العامر يسدي مرسليها النصح والارشاد لرأس الدوله وللحكومه  على ضرورة الاسراع في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الجوع والفقر والبطاله والاسراع في  تغيير قانون الانتخاب الحالي متناسين ان رأس الدوله هو اول من طرح قضية الاصلاح واستجاب لنبض الشارع واقال الحكومه السابقه وتعيين حكومه جديده وما تضمنه كتاب التكليف السامي من نقاط مهمه في مجال الاصلاح على جميع المستويات وامر رئيس الحكومه بالاسراع في تنفيذ مضامين الخطاب الملكي ، الى متى يبقى هؤلاءيعيدون ويكررون نفس الاسطوانه ويسجلون مواقف امام الناس والخروج بمظهر المعارضين المنقذين الذين يهدفون الى كشف الحقائق وتحقيق مصالح الشعب ويصورون الوضع في الاردن ابشع تصوير على شاشات بعض الفضائيات  التي امتهنت الردح اسلوبا في نقل الاخبار .

ان الاردن يتعرض حاليا الى هجمه اعلاميه غربيه صهيونيه هدفها اشعال نار الفتنه داخل البلد لاضعاف الاردن وهز صورته امام العالم وذلك من اجل سهولة تصفية القضيه الفلسطينيه على حسابه على اعتبار انه النقطه الاضعف وهم بهذا واهمون والايام ستثبت لهم ولمن يساندهم ان الاردن سيبقى قويا بنظامه وشعبه عصي على المؤمرات وعلينا هنا في الاردن ان نكون متنبهين يقظين لكل ما يجري لتفويت الفرصه على  هؤلاء ورد خناجرهم المسمومه الى نحورهم.