موسكو في عين العاصفة من جديد, وإيران في ذات العين! تحليل مححمد الروسان
تقول المعلومات والمعطيات المختلفة, أنّ دوائر صنع القرار السياسي والأمني في الدولة الروسية, وعبر قرون استشعاراتها الأستخبارية, وبعد قراءات مكثّفة, ومستفيضة, وبكافة الأتجاهات, والمسارات, والمسارب وبالمعنى الرأسي والعرضي, لتلك الأنفجارات الدموية التي حدثت في 24 12011 م, في أحد مطارات العاصمة الروسية موسكو, مطار دوموديروف, والذي يقع جنوب العاصمة الروسية, وعبر عملية انتحارية, تم التوصل الى مؤشرات مقنعة ومعقولة, تشي على أنّه بمثابة تحذيرات مبكرة جداً, ولكنها سيئة للغاية, ازاء قدرة ومصداقية الدولة الروسية على تنظيم الفعاليات الرياضية لأولمبياد2014 م, حيث من المقرر أن تستضيفها روسيا الفدرالية, في منتجع زوتشي الواقع على البحر الأسود.
وتتحدث التقارير وتشي المؤشرات, عن استدارات مخابراتية أممية وتداعيات متعدّدة, لتلك العملية الأنتحارية الأرها بية في مطار دوموديروف, بأنّها أدّت الى خلق حالات غير مسبوقة, من متتاليات التوترات السياسية والأمنية, في الفدرالية الروسية ككل, ويبدو حسب ما أعتقده كمتابع, أنّ تلك الجهات التي وقفت وراء هندسة هذه العملية الأرهابية, سعت الى خلق تلك الحالات, عبر منحنيات بيانية في خريطة التوترات السياسية, والأمنية للدولة الروسية, ليسهل تنفيذ المخطّطات الدولية الخارجية, التي يغضبها الدور الروسي المتنامي, حيث تتموضع وتتطحلب كالطحلب تلك الجهات, على سطح خط العلاقات الأمريكية – الأسرائيلية, وحسب معلومات أجهزة استخبارات اقليمية ودولية معنية بالشأن الروسي, وتقف الى حد ما على حياد ايجابي.
هناك سلسلة من تساؤلات, يطرحها العقل البشري للأنسان المختص والمتابع, لتنامي وتعاظم الدور الروسي اقليمياً ودولياً, وفي فضاءات مجالاته الحيوية, التي تشكل منظومات رئيسية في مذهبية, وعقيدة الأمن القومي الروسي, وعلى شاكلة التساؤلات التالية:
ما مدى ارتباط وعلاقة هذه العملية الأرهابية, بالتطورات الجارية على خط العلاقات الروسية – الأمريكية – الأسرائيلية؟ ما هي تداعيات هذه العملية الأنتحارية التفجيرية؟ الى ماذا تؤشّر وتشي مسألة تواترها المتقطع غير المنتظم؟ وهل من الممكن وصفها, بلعبة الأرهاب الأمريكي – الأسرائيلي وعبر نسخ خاصة, وذات مهمات محددة لتنظيم القاعدة, بنسخه واستنساخاته الأمريكية – الأسرائيلية الجديدة, لجهة موسكو ودورها المتعاظم والمتنامي بشكل أفقي وعامودي؟!
كيف تنظر تلك الحركات المسلحة القوقازية, الى مكان فعاليات أولمبياد شتاء 2014 م الروسي في منتجع زوتشي؟ ما مدى مصداقية وحقيقة تلك الحركات المسلحة القوقازية, والتي تعتبر أرض منتجع زوتشي, هي أرض قوقازية, وأنّها واقعة تحت الأحتلال الروسي؟ وهل يمكن وصف السيادة الروسية على آراضي منتجع زوتشي, بهذا الوصف؟ وهو باعتقادي وصف غير صحيح وغير دقيق بالمطلق؟!.
تقول المعلومات والمعطيات, انّ الحركات القوقازية المسلحة, وعبر ارتباطات بعضها بعلاقات سرية مع محور واشنطن – تل أبيب, تسعى الى تكثيف العمليات العسكرية الأرهابية, في الفدرالية الروسية بشكل كليّ, لمنع موسكو من المضي قدماً, في استضافة تلك الفعاليات الرياضية الدولية, كونه من شأن اقامة تلك المناسبة الرياضية الأممية, في منتجع زوتشي المطل على البحر الأسود, سوف تقود وتؤدي بلا محالة, الى خلق هالة من الرأي الدولي الحقيقي - حسب وجهة نظر هذه, الحركات المسلحة القوقازية - من أنّ منطقة زوتشي هي روسية بامتياز, وهذا ما لا تريده تلك الحركات.
ونظرة تدقيقية في خارطة بيانات العمليات الأرهابية, التي قامت بها معظم تلك الحركات القوقازية المسلحة, شملت كل جغرافيا الفدرالية الروسية, ولكنّها لم تستهدف أي منشآت اقتصادية, أو حيوية مهمة أخرى, وانما سلّة أهدافها, كانت تستهدف المناطق المكتظة بالسكّان, مثل محطات القطارات, ومترو الأنفاق, والمسارح, وصالات المطارات, والأسواق التجارية, لرفع كلفة النقد والأستياء الشعبوي الروسي, ازاء حكومته وأجهزتها الأمنية, والأدارية البيروقراطية, لتحقيق ارباكات للأدارة الروسية, لمعطيات الأزمة الناشئة عن ذلك.
في ظني وتقديري أحسب, أنّ الساحات المستهدفة والمكتظة بالسكّان, في سلّة أهداف تلك الحركات القوقازية المسلحة, تشي بوضوح الى وجود طاقات مخزّنة وغير مسبوقة, من الغضب, والكراهية, والحقد, والحسد الموجّه ضد السكّان المدنيين الروس, وهذا من شأنه أن أدّى الى خلق طاقات هائلة جداً, من مخزونات العنف الهيكلي الكامن, في أوساط القوقازيين - الأنغوش, الشيشان, الداغستان, ....الخ - سكّان مناطق القوقاز الشمالي, ضد الكتلة الروسية السكّانية الضخمة.
وهنا لابدّ من الأشارة الى معلومات استخبارية خطيرة جداً, تتحدث عن استغلال وتوظيف ممنهج ومبرمج, من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية C.I.A , وبالتعاون مع الفرع الخارجي للمخابرات البريطانية M.I.6 , وعبر تشريك شبكات المخابرات الأسرائيلية المتعددة, وعلى رأسها جهاز الموساد, ورئيسه تمير باردو, في استغلال الجماعات والحركات القوقازية المسلحة, والتي تقع تحت نفوذ بعض الجماعات والمنظمات الشعبوية السلفية الوهّابية, لشن المواجهات والعمليات العسكرية الأرهابية, ضد المصالح والمنشآت الروسية الحيوية, الموجودة في الشرق الأوسط, وأسيا الوسطى, ومناطق شبه القارة الهندية وغيرها, وهذا بحد ذاته وحسب ما أظن وأعتقد كمتابع, أقرائه في سياق أنّ هناك تطور جديد وخطير, في رؤية محور واشنطن – تل أبيب, محور الخراب في العالم, لجهة تحويل الصراع الروسي القوقازي الشمالي, الى صراعات خارج حدود, جغرافية الدولة الروسية الفدرالية, لتستهدف وتصيب مجالاتها الحيوية في العالم عامةً, والشرق الأوسط وأسيا الوسطى خاصةً.
حيث هناك العديد من المؤشرات السياسية والمخابراتية والعسكرية العملياتية, والتي تقودنا جميعاً الى سلّة النوايا الأمريكية – الأسرائيلية, حيث الأخيرة تسعى بقوّة, لأستخدام جيوب العمليات السريّة والحركات السريّة المختلفة, كي تشعل الساحات السياسية, القويّة والضعيفة على حد سواء, في الشرق الأوسط وخاصة في المنطقة العربية, وبعد نجاحات الثورة التونسية الحمراء, والأنتفاضة المصرية الشعبوية والمستمرة, والتي قلبت المعادلات الدولية والأقليمية في المنطقة والعالم.
وجعلت واشنطن تتحرك عسكرياً, لتطويق الثورة المصرية, عبر تحريك قطع حربية مختلفة, والفصيل الثاني التابع, لقوّات الحرس الوطني الأمريكي, مع سرب كتيبة الطيران 185 التابعة لفروتون, وذلك باتجاه الشرق الأوسط, والتمركز في شبه جزيرة سيناء المصرية, كما تم ارسال قطع حربية بحرية أمريكية, الى مناطق السواحل المصرية, فتم ارسال السفينة كيرسارغ, وهي سفينة حربية هجومية تحمل أكثر من 1000 عنصر بشري, وهي تابعة لوحدة التدخل البحري السريع الوحدة العسكرية 26, كذلك تم اصدار أمر عسكري للسفينة الحربية بونس, المتواجدة في مياه البحر الأحمر, للتوجه نحو مناطق شمال البحر الأحمر, والأقتراب بشكل كبير وقريب من الشواطىء المصرية, كما يوجد هناك ادراك أمريكي – فرنسي, لجهة الأنتفاضات الشعبوية العربية, ضد تلك الأنظمة الحاكمة الحليفة لهما, في المنطقة العربية – الشرق الأوسطية, فكان لقاء وزير الدفاع الفرنسي, ألان جوبيه مع روبرت غيتز في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي .
اشعال الساحات السياسية في المنطقة العربية, بدأ بأكثر الساحات السياسية سخونةً واستقراراً - وأركز على كلمة استقرار - وهي الساحة اللبنانية القويّة والمستقرة سياسياً, أكثر من ساحات دول كانت اقليمية وتحاول اعادة خلق اقليميتها, رغم أنّ الصراع في لبنان كساحة سياسية عنيفة, هو صراع سياسي بالمعنى العامودي والأفقي, بشكل عنيف بأدوات طائفية متطرفة, أو براغماتية أو حتّى آركيولوجية, كمرحلة متقدمة بالبراغماتية للأدوات الطائفية, فالصراع في لبنان صراع سياسي, بأدواته الطائفية البراغماتية والآركيولوجية, بعكس الساحة العراقية حيث الصراع فيها, طائفي اثني عرقي بامتياز واضح.
مؤشر آخر على سلّة نوايا, محور الخراب الأممي محور واشنطن – تل أبيب لجهة موسكو وحلفائها, يتموضع في المعلومات التالية: تتحدث تقارير استخبارية أنّ الأدارة الأمريكية, عملت على نشر أكثر من مئتي ألف جندي أمريكي في دول أسيا الوسطى مؤخراً, تشمل كل من قرغيستان, طاجيكستان, أوزبكستان, على أن تستكمل نشر المزيد من جنودها, وقوّاتها المسلحة ومحطات مخابراتها ولاحقاً, في كل من تركمنستان وكازاخستان.
في ظني وتقديري وحسب, قراءات مستفيضة لهذه المعلومات, أنّ واشنطن تستهدف من وراء نشر قوّاتها في كازاخستان, ليتيح لها ذلك فرض المزيد من سلّة التهديدات والمخاطر المباشرة, لجهة مناطق جنوب روسيا الفدرالية حيث الأخيرة, تشكل قلب الدولة الروسية الحيوي والرئيس, أمّا نشر القوّات الأمريكية في تركمنستان, فهو يأتي في ذات السياق الآنف ذكره, لفرض المزيد من سلّة التهديدات والمخاطر المباشرة, ضد مناطق شمال ايران حيث الأخيرة تمثل وتشكل قلب الدولة الأيرانية الحيوي والرئيس.
لكن كان لقرون الأستشعار المخابراتي, والسياسي, والعسكري لكلا العاصمتين موسكو وايران, دوراً واضحاً لأستشراف تداعيات هذه الخطوة العسكرية, من جانب الولايات المتحدة الأمريكية, فتم وضع سلّة روسية – ايرانية, من العراقيل والصعوبات, أمام استراتيجية أمريكا ومن خلفها اسرائيل, لجهة كازاخستان وتركمنستان.
وتقول معلومات الأستخبارات الأقتصادية الدولية والأقليمية, أنّ موسكو حقّقت نجاحات على أرض الواقع, في موضوعة ومسألة, ربط فعاليات ونشاطات ومحركات الأقتصاد الكازاخستاني, بروابط ومحركات تنشيط الأقتصاد الروسي المتنامي, وذات النجاح الروسي, حقّقته ايران في ربط الأقتصاد التركمنستاني باقتصادها.
كل التقارير والمعلومات الروسية تؤكد, أنّ من قام بالعملية الأرهابية في مطار دوموديروف ليس عربياً, كما سعت بعض وسائل الميديا الروسية ووسائل الميديا الأمريكية, والبريطانية للترويج لهذا السيناريو الفخ, لغايات وأهداف صارت مكشوفة ومعروفة, لأجهزة الأستخبارات الروسية النشطة, حيث أكّد رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين على ذلك, بأنّ من يقف وراء تلك العملية الأرهابية ليس عربياً, وهناك معلومات أولية تقول: انّه روسي, ذو جينات موسكويّة, على ارتباط بنسخ أمريكية وبريطانية خاصة, لتنظيم القاعدة في عقيدة ومذهبية, وكالة المخابرات المركزية الأمركية, وتشريكاتها مع شبكات المخابرات الأسرائيلية, وبالتنسيق مع M.I.6 M.I.5+ .
mohd_ahamd2003@yahoo.com
هاتف – منزل 5674111 عمّان خلوي :0795615721
سما الروسان في 8 2 2011 م .