الاخطبوط رعد البدري زعيم الحوالات المهربة مرة أخرى
كنا في الحلقة الاولى قد لامسنى مهمات زعيم الحوالات العراقي رعد البدري وظروف عمله وأشياء أخرى ونحن في هذه الحلقة نسلط الضوء أكثر على هذه الشخصية لعل وعسى يتم أخذ الحيطة والحذر منها فرعد ابن ابراهيم حسين البدري والذي يبلغ من العمر خمسين سنة او اكثر قليلاً وهو ابن سامراء ويحمل شهادة الدبلوم بعد ان تخرج من احد المعاهد اللاسلكية في بغداد حيث عمل بعض الشيء في محل صغير "ميني ماركت" كان يصرف من خلاله ويعتاش من هذه التجارة الحلال والتي كانت نافذة له على علاقاته هنا وهناك خصوصاً وأن الكثيرين من حي العامرية في المدينة التي كان يسكنها لا يرتبط بهم بعلاقات طيبة الا ما ندر او من خلال شقيقه سعد الذي كان بعكسه محبوباً طيباً قريباً من الناس ويبدو ان رعد البدري لم يهتم بالجماليات الانسانية والعلاقات الا اذا كان سيستفيد منها بمعنى انه برغماتي مصلحجي بعكس والده التاجر الذي كان يعمل في مجال الفخاريات وما شابه ...البدري وعندما التحق بالجيش العراقي اثناء الحرب العراقية الإرانية جرى ترشيحه واختياره ليكون شفير وسائق لدى مسؤول كبير في الكتيبة التي كان يعمل بها ولا نريد ان نطيل اكثر وأكثر بل نريد أن ندخل الى عمله وشغله مباشرةً فهذا الرجل قرر أن يحسم أمره بالعمل في مجال الصرافة والتي كانت ممنوعة في العراق في ذلك الوقت حيث فاوض الحكومة عقوبة قطع اليد لكل من يتورط في عملية بيع وشراء العملة ومع ذلك فرعد الذي يحمل بين ضلوعه قلباً قوياً قرر المغامرة والمقامرة في السوق السوداء متاجراً بالعملة ومحققاً أرباحاً متواضعة وغير مكترث من العقوبات ومن قطع اليد وغير مكترث أيضاً على ابناءه الاربعة فالرجل بقي يسرح ويمرح في هذا السوق الاسود مترجلاً ومرتدياً بدلاته ذات اللون الفاقع وتحديداً البدلة الكمونية او البدلة الاورانج حيث اتقن دور سبونج بوب في هذا السوق الذي اصبح معروفاً به حتى وقع في الفخ وفي قبضة العدالة والشرطة التي فلت منها متوجهاً الى بلاد الشرق الاوروبي وتحديداً الى رومانيا وبوخارست وما ادراك ما بوخارست هناك اطلع عن كثب على طبيعة عمل عصابات التهريب حيث كانت رومانيا تتسيد المشهد باعتبارها ممر التهريب الاكبر والاوسع الى اوروبا فعمل في كل شيء ابتداءً من مهنة البودي جارد الى التهريب واشياء اخرى مستفيداً من الخبرة والتجربة من اصحاب الخبرة في هذا المجال لكنه عاد الى العراق عام 2000 مستفيداً من قانون العفو العام الذي سمح لمثل هذه الاشكال بالعودة للعمل مجدداً هناك وفي هذه الفترة لم يجد الا شقيقه سعد ليشاركه في فتح محل صرافة متواضع في منطقة الحارثية ببغداد وهنا بدء يستثمر علاقات شقيقه الذي كان يحظى بشبكة طيبة وممتدة في كل انحاء بغداد ومن هناك تعرف على بعض رموز المال والاعمال وأصحاب البنوك الذين دعموه ومنحوه الاموال الكثيرة لدرجة أن أحدهم قام بفتح فرع له تابع لأحد البنوك اسماه فرع الرعد وفي هذه الفترة بدء أبو أحمد اي رعد بنقل الاموال والدولارات بنفسه حيث عاد الى مهنته الاولى كشفير سيارة وبدء بتهريب الدولارات في سيارة الجيمس التي كان يستخدمها في عملياته المتخصصة بالتهريب حتى عام 2005 حيث انقلب على ولي نعمته وقام بتأسيس شركة في بغداد متخصصة بالتحويل المالي مع رجال اعمال محسوبين على التيار الصدري مثل حمد الموسوي من خلال شركة تسمى شركة الطيب وبرأس مال مليار دينار وهنا بدأ يتواصل مع مكاتب الصرافة والحويل المالي وبشكل كبير .
البدري والذي يقطن في منطقة قريبة من مطعم السروات في شارع الجاردنز كان يؤمن بأن طموحه لا سقف له ولذلك فقد كانت عيونه تتراقص بهوس تجاه البنوك فقرر مع آخرين الدخول في بنك الهدى ثم بنك المتحد عن طريق الكفالات وشركات تركية ساعدته على التفرد والانفراد في هذا البنك الأمر الذي جعله يعمل بطرق غيربة وعجيبة فباع اصدقاءه وانقلب على البعض الاخر كما فعل مع آخرين فتراكت ديونه وعمولاته فقرر الابتعاد عن تلك البنوك الى بنك آخر اسمه بنك دجلة والفرات الأسلامي وبدء يعمل مع اشخاص عليهم الف علامة استفهام وتحديداً وهبي صبرة الذي رد الصاع صاعين الى رعد حيث تعرض الى عمليات نصب كبرى اعادته الى المربع الاول ...يتبع في الحلقة القادمة