الحرية الاكاديمية وتراجع التعليم

لقد اصبحت الجامعات بشكل عام والخاصة تحديدا تعاني من حالة ترد وانحطاط تعليمي مرعبة ولا احساس بذلك لدى الحكومات او الشارع العام رغم فداحة المشهد وفساده وإفساده وتدميره للقطاع وتراجع سمعته وفعاليته كقطاع جاذب .
نتفاجا بخريجين يحملون تخصصات عدة من جامعات خاصة لا يتمكنون من اجتياز اختبار بسيط في تخصصاتهم حتى ان متخصصين في الانجليزية او العربية غير قادرين على كتابة سطر واحد دون اخطاء ...فأي ترد هذا والى اي اتجاه نأخذ بالتعليم .
ويمكن استيعاب المسالة اذا رأينا مالكا لجامعة نصابا معتوها جاهلا متخلفا يديرها كبسطة خضار وفواكه على قارعة الطريق ويتحكم بأساطين العلم والمعرفة فيما يحمل في جيب بنطاله الخلفي شهادة فخرية في الدكتوراه مشتراة رشوة بثمن بخس تقديرا لجهوده في تخريب وتدمير العلم .. فأي تميز وأي علم سيقدمه هذا الاحمق النصاب ؟!
ثم نلاحظ ان الحرية الاكاديمية وهي روح العلم والتقدم والتطور بالنسبة للباحثين لا زالت ترقد تحت احذية بهائم العلم وسيطرتهم في جامعاتنا ويفرض المنهج فرضا ولا يكتبه الاستاذ بحرية كما في جامعات احترام العلم والبحث .
اكتفي بالذكر ان احدى استاذات العلم في جامعة امريكية تدرس مؤلفات عبد الرحمن منيف المناوئ والمعارض للاستبداد الامريكي فماذا لو درس كتاب مناوئ لنظامنا فسيكون مصيره الفصل والمعاقبة من ادارة الجامعة من امثال الذين يديرون الجامعات باقفيتهم .
ولا يعتقد البعض ان العقوبة بملاحقة من اجهزتنا وإنما من مدعي الولاء حذلقة وتزلفا اعمى وجهلا فكتاب اسد الاردن طبع عدة مرات بطبعات رخيصة رغم اساءته البالغة ولم يغير في قناعاتنا من النظام وانتمائنا إلى ان الحرية المصونة كانت ولا تزال هي الضامن لقوة النظام الاردني والإعجاب به ..اين وزارة تعليمنا الهابط وليس العالي ؟! ولماذا يكتفون ايديهم كالأغبياء ؟!