هوس الإصلاحات يسود الإيقاع الأردني دون أي إتفاق على التفاصيل: أوساط العشائر تخترق الخطوط الحمراء عشية ولادة حكومة الحراثين

 

اخبار البلد- تصاعدت تدريجيا حدة وأسقف اعتراضات بعض ممثلي العشائر والمتقاعدين الأردنيين مع اقتراب رئيس الوزراء الجديد معروف البخيت من الإعلان عن ولادة حكومة 'الحراثين' كما وصفها عندما أصر على استبعاد رجال الأعمال من فريقه الوزاري وأغضبهم.

وحتى الآن لم تفلح تعبيرات البخيت التي سخر فيها خلافا للتقاليد من نخبة الحكومة التي سبقته بسبب كثرة رموز 'البزنس' فيها كما ألمح.. لم تفلح في إحتواء الخطوط الحمراء التي يخترقها يوميا العشرات من أبناء ورموز العشائر ببيانات حادة وشديدة اللهجة لم تكن مألوفة يوما في الحياة السياسية المحلية.

ووسط ملاحظة مباشرة لصمت المعارضة الإسلامية وتجاهلها لركوب موجة اعتراضات أبناء العشائر قابل بعض هؤلاء البخيت بالدعوة عبر لجانهم للتظاهرة صباح يوم الجمعة المقبل للمطالبة برحيل وزارة البخيت الوليدة، كما انتهى اجتماع ضم ممثلين للعشائر وللمتقاعدين ببيان مثير للجدل.

وهذا البيان صدر بعد إجتماع استضافه المدرس الجامعي الدكتور فارس الفايز وانتهى بدعوة لتجديد العقد الإجتماعي بين المواطنين والحكم وعقد محاكمات موسعة لنهابي المال العام والفاسدين وتغيير جذري في آليات الحكم والإدارة ووقف سياسات التجنيس للفلسطينيين والعراقيين وإجراء انتخابات نزيهة وحل البرلمان الحالي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

وخلافا للإجتماعات المعتادة جرى تنظيم اللقاء في منطقة أم العمد التي تعتبر مسقط رأس رئيس مجلس النواب فيصل الفايز الحليف الأقوى للدولة والنظام والشخصية البارزة في قبيلة بني صخر إحدى أهم أعمدة النظام والمؤسسة.

وبوضوح شديد تجنب المنظمون أي تمثيل او تطعيم حزبي او ديمغرافي لأغراض لفت النظر الى ان التحذيرات صادرة تماما عن صفوة من أبناء العشائر الموالية تقليديا للحكم والإدارة. كما تضمن البيان الختامي للإجتماع مطالبات بإجراء إصلاحات فورية وسريعة محذرا من انتقال عدوى تونس ومصر إلى المملكة.

وتزامنت هذه الدعوات التي تحركت لأكثر من مرة في مناطق محاذية للعاصمة عمان مع بيان مماثل صدر عن أهالي مدينة معان يتبنى نفس المطالب ويحذر أعوان الحكومة في الإعلام والصحافة من الإستمرار في تشويه صورة مدينة معان الصحراوية جنوبي البلاد.

كما ترافقت أيضا مع رسالة حادة نشرها المعارض البارز ليث الشبيلات في موقع 'الجزيرة نت' بعد أيام من إخفائها لإنها مرسلة لرئيس الديوان الملكي، كما أعلن وتضمنت الرسالة سلسلة نصائح سياسية ألمح فيها الشبيلات الى إنه اعتذر عن قيادة مسيرة 'مليونية' إقترحها بعض رموز وقادة العشائر والعمل الوطني.

وكل هذا الحراك المتصاعد خصوصا في طبقات أبناء العشائر من المعلمين والمتقاعدين والعمال والنشطاء تزايد بعد إقالة حكومة الرئيس سمير الرفاعي وتكليف شخصية تقليدية من طراز الدكتور البخيت بتشكيل وزارة جديدة على امل احتواء التطلعات المتنامية لإصلاحات سياسية لم يبرز حتى الآن أي توافق على تفاصيلها وتزخر الساحة بخلافات عاصفة بين الفرقاء على وسائلها وأدواتها فيما يصمت الإسلاميون بعد حواراتهم الأخيرة مع القصر الملكي وتتزايد أجواء القلق النخبوي من المستقبل بالرغم من تطمينات البخيت العلنية بأنه بصدد تشكيل حكومة الحراثين في محاولة لتهدئة الرأي العام انتهت عمليا بتخويف وتوتير القطاع الخاص وطبقات رجال الأعمال.

وسط هذه التعقيدات يخطط البخيت لعبور آمن عند التقدم لطلب ثقة البرلمان ويشعر النواب بأن فرصتهم في الإنقضاض على وزارته متاحة لاستعادة هيبتهم لدى الرأي العام بعد تصويتهم بثقة وصلت لنسبة 93 بالمئة بوزارة الرفاعي ثم إقالتها بعد أقل من 40 يوما على ذلك.

كما تبحث مؤسسات القرار التي وسعت من مشاوراتها عن أفضل وصفة ممكنة لتدشين إصلاحات سياسية كبيرة وأسرع درب لتغيير قانون الإنتخاب دون بروز أي إتفاق لا داخل الدولة ولا في المعارضة ولا في العشائر على أي برنامج أو خطط او حتى تعريفات متفق عليها للإصلاحات التي دخل الجميع بهوس المطالبة بها والتحدث عنها وبشكل يومي ومتواصل.