الشرارة الاولى .. من تونس كانت البداية
* اتت الثورة التونسية التي حملت شعار الشارع يصنع التغيروالتي فجرها غضب شعبي سببه الجوع والبطاله وتكميم الافواه وخنق للحريات ومصادرة لحريه الراي اتت ثمارها بسقوط نظام ديكتاتوري جثم على قلب تونس 23 عاما عاث فسادا وظلما وطغيانا.
جاءت هذه الثورة الشعبية لتثبت ان التونسيون الابطال تجاوزا عامل الخوف وتغلبوا عليه باحداث تغير للنظام ما كان احد ليجرء على مجرد التفكير به قبل اعوام .
ما كان ليتذكر التونسيون من ايام النظام السابق الا القبضة الحديدية التي حكم بها البلاد بالحديد والنار ورغم ذلك فان ثورة العزة والكرامة كرامة التونسيين وعزتهم كانت اقوى من ثورة الخوف التي زرعها النظام في نفوسهم ورغم اعتراف الرئيس الخلوع بشرعية الاحتجاجات والمظاهرات والذي كان بحد ذاته كان نقطة تحول كبرى في السياسة التونسية لكنها للاسف لم تنقذ الرئيس من المازق الذي وضع نفسه فيه والمتمثل في الخطاب الذي القاه والذي وعد فيه بتوفير 300 الف فرصه عمل واصلاحات سياسية واقتصادية لتنشيط الاقتصاد ودعمه من خلال اعفاء المشاريع القادمة الاستثمارية من الضرائب الا ان كل ذلك لم يجدي نفعا لان هذه اليقظة وصحوة الضمير جاءت متاخرة
كذلك لم ينفعه اعترافه بانه قد غرر به بعدم وصول المعلومات اليه صحيحه الا ان هذه المحاولات المتعددة ايضا لم تنجح لابقاء الوضع على ما هو كما ان وعوده الكثيرة ايضا لم تلقى اذانا صاغية عند الشعب التونسي الذي ثار لكرامته وعزته لثقته المطلقة بعدم قدرة الرئيس على الالتزام بما وعد به وقناعته اي الشعب التونسي بان عناد الحكومة لن يمكنها من توفير ما وعدت به لذا غادر البلاد الى غير رجعة غير ماسوفا عليه
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اذا كانت الحكومة قادرة على القيام بكل هذه الاصلاحات فلماذا انتظرت ليثور الشعب ويعلن رفضه للواقع المزري الذي يعيشه .؟
تقيمنا للثورة الشعبية التونسية ياتي في عدة عوامل يجب الوقوف عندها
اولها :انها انتفاضة شعبية للكرامة والسيادة الكاملة غير المنقوصة
ثانيا : ان عملية الصحوة الفكرية التي بدات في تونس وانتقل فيروسها الحميد الى دول عربية اخرى مثل مصر واليمن والجزائر بسبب الاحتقان والغضب كانت اكبر بكثير مما تتحمله الجماهير.
ثالثا :اثبتت هذه الثورة ان الولاء اولا واخيرا للارض والوطن قبل الاشخاص والرموز وهذا ما حصل مع الجيش الذي اثبت ان ولائه للوطن قبل ولائه للرئيس الذي تخلى عن سلطة النظام الحاكم ليعلن ولائه للشعب والوطن التونسي
رابعا : هذه الثورة مكنت تونس من استعادة دورها الحضاري ومكانتهابين الامم ذوات الكرامة والسيادة الكاملة .
خامسا :هذه الثورة التي قيضت اركان حكم كان يعتبرا ثابتا بمفاهيم السيادة العامة ،وضع الحكومات العربية في مواجهة مع شعوبها واقرارها بقبول الاعتراف بوجوب التغير والاصلاح ،
سادسا : اهم ما في ثورة تونس انها ثورة للكرامة ضد الاستعباد لانها نجحت في اعاده الكرامة لابناء تونس الذي فجر جذوتها الشهيد البوعزيزي ونقلها دون ان يدري لارض الكنانه
سابعا : ما اؤكد عليه ويجب ان لا يغرب عن بال الاحرار في العالم والحكومة التونسية الحالية ان عربة الخضار التي اشعلت فتيل وجذوة الشرارة الاولى في تونس ستبقى نبراسا للعزة والكرامة لكل الشعوب المقهورة في العالم وسيبقى البوعزيزي الذي احرق نفسه ليبث الدف في قلب تونس التي انتفضت بلزلزالها المرعب بلدا وشعبا ليدفئهم من فيض البرد القارس الذي حل بهم جراء 23 عاما من الكبت والحرمان والاحباط ومصادرةالحريات وتكميم الافواه سيبقى رمزا للحرية على مدى التاريخ لهذه الامة التي اعادت كتابة تاريخها بشكل ايجابي ومشرف
ما نعود ونؤكه عليه ان جذوة الشراره الاولى هذه التي انطلقت من تونس كانت درسا بليغا نستخلص منه العبر التالية :-
اولا :تيقن الحكام العرب ان التخلص من الفساد المالي والاداري باتت مطالب اساسية للشعوب وان هذه الشعوب لن تعجز عن استنباط وسائل ضغط شعبية مؤثرة وفاعلة للحصول على حقوقها السياسية والاجتماعية كاملة غير منقوصه من حكامها
ثانيا وجوب الاعتراف بان تطور الوسائل التقنية والمعلوماتية طورت وسائل الاتصال التي باتت قادرة على نقل الحدث مباشرة عبر العالم هذه التقنية نجحت الى ابعد الحدود في تغير النمطية الفكرية التي يعيشها العالم
ثالثا :انها جاءت لتضع النقاط على الحروف بان العنف والحكم بالحديد والنار بدلا من اطلاق الحريات وان كان من يقوم بها نظام ديكتاتوري يحكم بالحديد والنار في ظل نظام امنى مستبد لن تجدي نفعا
رابعا : ان انحياز الجيس التونسي الى جانب الشعب خطوة ايجابية تحسب لصالح تونس كبلد متضامن يعطي شرعية للمطاليب الجماهيرية
خامسا : ان الشعوب الحرة لن تعجز عن استنباط وسائل ضغط للحصول على حقوقها من حكامها سادسا : اثبتت الاحداث بما لا يدع مجالا للشك ان التباطؤ في الاستجابة لمطالب الشعوب امور باتت مرفوضة وغير مقبولة لان الاوضاع تتصارع بوتيرة السيطرة عليها بات ليس من المستحيل
في النهاية نقول ان ما يجب ان يفهمه الحكام العرب ان الجوع كافر وان لقمة الخبز وثورة الجياع التي بدات تجتاح العالم بدءا بتونس ثم الجزائر مرورا بمصر واليمن والاردن باتت قضايا مفصلية ... التهاون فيها ليس لمصلحة احد ،بمعنى انها اي الحكومات العربية الحالية مطالبه بجرعات اصلاح سريعة سياسية واجتماعية وعلمية تقدمها لشعوبها من حيث محاربة الجوع والبطالة وتوفير فرص العمل وتخفيض الاسعار الى مطلب اكثر اهمية الا وهو مطلب حضاري هو رفع سقف من الحرية الفكرية التي يجب ان توفر للمواطن العربي المغلوب على امره في بلاد الضاد جميعها دون استثناء .املنا بتونس حر شريف في ظل نظام ديمقراطي يلغي كل سلبيات وذيول النظام السابق
وعلى عهد الكلمة الصادقة نلتقي باذنه تعالى