في بيتنا «بندورة» ..!

لم يصدّق أبنائي أن في بيتنا «بندورة» عن جدّ. وما أن دخلوا البيت ووجدوا والدتهم قد طبخت لهم «مجدّرة»، والى جانبها طبق كبير من «السلَطَة»، حتى صاحوا مثلما فعل «أرخميدس» حين صرخ «وجدتُّها»!

وتعالت الزغاريد وتبدلت الملامح وكأن «العيد الثالث» قد حلّ علينا لمجرد أنني «عثرتُ» بتوفيق من الله عزّ وجل، على بندورة تُباع على «سيّارة بكب» بجانب مسجد
«الجبيهة» والذي حفّزني على «اقتحام» الموقف، سؤالي لأحد المواطنين وهو ينتقي حبّات البندورة، كم سعر الكيلو؟
فرد وهو منهمك:»اربعين قرش». ولم أُصدّق فكررت سؤالي وهو ما أوقعني في شرّ أعمالي عندما قال لي الرجل: هات المصحف أحلفلك عليه إذا مش مصدّق!
فاعتذرتُ له عن «إلحاحي». وبفرحة لا تقل عن فرحة أبنائي زاحمتُ كثيرين ممن خرجوا من صلاة «الظُّهْر» واغتنمتُ الفرصة ونقلتُ الُبشرى الى زوجتي التي طمعت كما هي عادة النساء/ الزوجات، وقالت «كثّر بندورة، وإذا في خيار وباذنجان وليمون جيب وقوّي قلبك»!
اشتريتُ مزهوّا بما توفّر لدي من الدنانير، « بعض كيلوات من البندورة» وأخذتُ اتلفتُ حولي كما يفعل الواقفون أمام «الصرّاف الآلي» خشية الحسد وربما خوفا من فقدان
«الغنيمة».
وسرتُ الى ركن «الخيار». فصفعني البائع حين قال ـ بكل ثقة: الكيلو بثلاثة دنانير. والباذنجان بدينار ونصف والعنب بدينار ونصف و... اكتفيتُ بما نلتُ من «البندورة» ويممتُ شطر البيت غير مصدق أنني سوف أحمل الفرحة الى أولادي كمواطن اردني يعيش في القرن الواحد وعشرين، وقد عاد الى منزله سعيدا لمجرد أنه عثر على كيلو بندورة بأربعين قرشا.
وهكذا أصبح ل «المجدّرة»، طعمٌ آخر..!!
اللهم لا حسد.

talatshanaah@