المهنية الاعلامية ... كلام فاضي

المتتبع للمقالات اليومية والاسبوعية والالكترونية والموسمية يجد ان اغلب ما ينشر لم يبنّ على التحليل والنقد وقلة قليلة جدا على الفكرة والاستقصاء والمعلومة حتى اصبحنا نعيش حالة من العبث (الكتابي ) و ان العديد من المقالات اصبحت تعتمد على السقف العالي بالشتيمه والانحدار الادبي والاخلاقي لفن الكتابة (المقال) حتى فقدت اهم عناصرها الابداعية ..(الافصاح عن الافكار الجديده والحلول المنهجية للمعضلات المعيشيه .).

بعض الكتاب لدينا هبطوا بالمظلات من سقوف منخفضه للغاية حتى اصبحت مهنة كاتب او مؤرخ ومحلل سياسي اسهل من اي مهنه اخرى بعد ان اختلط الحابل في النابل وفقدت القوانين والاعراف صورها ومضمونها لدرجة ان بعض المدعين لهذه المهنة (اعتكف )عن مهنة كاتب قبل ان يكتب حرف في حياته حيث فضل ان يكون ناشر او صديق له معتقدا بان ذلك سيكون اقصر واسهل ويذلك يفتح ابواب لم تكن مشرعه للتحليل والتنظير ...

حالة من الفوضى والتخلف المهني الشديد تفرض على الحياة الاعلامية الاردنية وبارادة رسمية واضحة المعالم ...فلم يعد لدينا فرق ما بين كاتب المقال وكاتب المنشور السياسي والخطاب الايدلووجي (فالبعض يتعامل مع الخطبة السياسية في مقال 10متر وعبر صحف عريقة كما الخطبة في الزواج ..*)

الاغرب ان البعض عاشو ا هذه الاجواء على اشدها حتى انهم اصبحوا يهددون الاخرين بكتابة مقال (طويل عريض ) وفي صحيفة يومية رسمية ..فانت هنا لا تحتاج للخبرة والمؤهلات العلمية والخبرات العملية وان كل ما تحتاج اليه وفي حال لا يوجد شاغر اداري فارغ ،هو واسطة من العيار الثقيل حتى تصبح كاتب ومن اليوم الاول فانت تبع فلان تصول وتجول بالممرات والعقول دون ضمير من المسؤولين والمهنين ان وجدوا هناك..

العمود...المقال ...الزواية وفي احيان كثيرة تمنح كما الدكتوره الفخرية للمقربين والمحبين والمتبرعين دون تخصص ومجهود ودراسة فهي اسهل الطرق للردح والشتم والتأزيم الاعلامي والاخلاقي في احيان...

فالحزبي الذي لم يفلح في طباعة منشور سياسي يسعى للكتابة عبر الصحف والحرفي الذي يخفق في تبرير فشله بمهنته الاصيلة يسعى للكتابة والمفلس ماليا يسعى لابتزاز الحكومين الدافعين ولم يجد وسيله اقرب من مهنة كاتب ...فاي حالة مخزيه هذه التي تساهم بها الحكومات الرجعية والضعيفة منها....

...اتوقع ان ندخل موسوعة جينس عما قريب بعدد كتاب الاعمدة الذين فاقوا مجموع اعمدة الكهرباء بالشوارع والممرات ولكن ابشركم بان لن يكون بينكم (حمدي قنديل )