جمرات الرئيس
أخبار البلد - جمال الشواهين
دعابات كثيرة أطلقت على رئيس الوزراء لتأديته فريضة الحج، ليس أقلها مزاحا تلك التي شككت بالرئيس أنه فعلا رجم إبليس، أما ما هو جدي من التعليقات فإنه أكثر، وليس أشدها قساوة التساؤل عن تغطية الكلفة، وفيما إذا ما كانت من أموال الشعب أو منحة سعودية. وفي المجمل فإن قراءة الأمر من جانبيه الفكاهي والجدي سيفضي بالضرورة الى تأكيد حالة الرفض لسياسات الحكومة الاقتصادية والسياسية على حد سواء، وكذلك مدى صدقية ما يتسرب من أخبار حول عدم رضى القصر عنها والتفكير بإقالتها بعد أن استنفذت الحاجة اليها.
ما بين جمرات الرئيس وجمر الأسعار صلة يعبر عنها كل بطريقته، فالناس تكتوي من لهيبها بعد أن قفز سعر كيلوغرام البندورة الواحد يوم أمس الى دينار وربع في حسبة وسط البلد الشعبية وباقي السلع يحدث عنها مواويلا، في حين يظل رجم ابليس محاولة تكفير وتحميلا له للمسؤولية باعتباره من أغوى. وعودة على بدء فمن الدعابات ايضا أن ابليس نفسه لم يتخيل امكانية ضرائب جديدة فوق الموجودة ولم يخطر بباله أبدا سنها على الملابس خشية أن يرى الناس حفاة عراة فيظن يوم الساعة ونهايته أزفت.
أسبوعا كاملا أحتل فيه الرئيس صدارة الخبر في النشرات الرسمية التي اهتمت بما تفقد وأوضاع الحجاج، وقد غاب فيه الخبر الحكومي تماما ولم يكن معلوما أين الوزراء على وجه الدقة ومن هو نائب الرئيس الذي أمنه النسور على موقعه. وهنا من داعب بالحال وقال؛ ارتاحوا واراحونا طالما ليس هناك قرارات تصدر.
ستكشف الايام القليلة القادمة الوضع التجاري وحركة السوق في اهم موسم له، وفيما اذا كان منتعشا او مترديا بدرجة غير معتادة، وحسب مؤشرات اولية اساسها تذمر التجار من قلة الاقبال فإن التوقعات تشير الى انضمامهم الى المعارضة لجهة اقالة الحكومة، ما يعني دفعا اضافيا لتعجيل رحيلها منعا لانهيارات جدية متوقعة في القطاع التجاري اثر اي خسائر اضافية فيه. وبطبيعة الحال فإن تلبية مصالح التجار يعد ركنا اساسيا في سياسة بناء الاقتصاد الوطني وحمايتها يعد ضرورة لتأمين الاستقرار العام، ومعلوم انه «كله ولا زعل التجار».