أيهما أقرب لندن أم حي الطفايلة ؟!

من عجائب السياسة وغرائبها في بلدنا هو حب البحث عن الفوضى والتطلع نحو الأسوأ فما أن تلبث الظروف ان تهدأ حتى تبدأ أغبرة بعض الدواب تترافس ! فأي مفكر و أي عقل مدبر ذاك الفهلوي الأصم والأبكم الذي يرى في زج شباب الحراك مخرجا وطريقة فضلى للجم صوت هذه العقول التي وبرغم كل ما يشاع عن اختراق بين صفوفها أو أصحاب مصالح شخصية بينهم إلا أن الحجج التي تدفعهم لتنظيم صفوفهم وإبداء رأيهم هي في جلها لم تأتي من جزر الكناري أو من قضايا عشائرية بين أسرتين في احد أزقة فينا ! بل هي أسئلة وأجوبة من صلب الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الأردني وبصورة متجددة ولله الحمد ورغم ذلك فما زال النهج على حاله ومكانك سر !
لو كنت مسؤولا في بلدي أو اميرا أو شريفا أو أملك كرسياً ومكتبا فارهاً على أقل تقدير لحمدت الله حمدا كثيراً على هذا الشعب الذي يمتلك من الجلد والصبر ما لا يمتلكه غيره من شعوب الشرق بأسره ، فعلى الرغم من كل الظروف التي يعيشها الفرد وصاحب الأسرة على كافة الصعد إلا ان حالة التحمل المثالية التي يمتلكها قائمة ، وهو يرى بنفسه ان مجرد التفكير بالإنقلاب قولا قبل الفعل على نظامه السياسي سيعني بلا أدنى شك حالة تشابه النظام السوري اليوم بقيادته الرعناء ، والعجب العجاب ما يقال عن حالة التسامح والرأفة التي يتمتع بها نظام الحكم في بلدنا متناسين أن الشعب هو المتسامح قبل أن يكون زعاماته رقيقين في الإحساس والرأفة بمن تولوا امورهم .
حتى هذه اللحظة ما زلت اتمنى ان اسمع او أقرأ أو أشاهد على شاشة التلفزيون الرسمي أي لائحة إتهام توجه لشباب الحراك وكم أرجو ذلك لعلي اغير من هذه الهلوسات التي ظلمت بها الزعامات ! ولكن على ما يبدو ان السجان تناسى إعلان الجنحة أو التهمة عن المسجون جورا وحقدا دون دليل وبيان لتهمة تستحق أن تكون تهمة بقدر ما هي مجرد لفت نظر لكل من يحاول تشديد القول نحو جسر الحقائق التي أوصلتنا وما زلنا الى مليارات متناطحة فوق بعضها البعض كدين علينا نحن دون أن ندري من أين وكيف و متى جاءت هذه الديون ، ولكن قبل كل شيء ما علينا الا تسديدها ثم تبدأ حلقات النقاش ومحاور عمل لجنة الحوار الوطني بقيادة الزعيم الذي لم ولن يتكرر ولم ولن تلد مثله النساء أبدا ً !!!!!!!!!!!
شباب يزجون خلف القضبان بتهمة تقويض النظام ! يا إلهي أي سذاجة تلك وعقلية خرقاء التي قالت بهذه الجناية وأي نظام هذا الذي يقوض بنانه وتهدم أسواره بكلمة قالها مواطن .! ؟ أوطن ضحى فيه الزعامات والكبار بملئ جيوبهم ونفخ كروشهم من السهل أن يقوض بكلمات قالها هشام الحيصة أو مؤيد الغوادرة ؟! أي وطن هذا تعكر صفو الحريات فيه والديمقراطية العالية التي يعيشها من السهل ان تقوض اساسات عرشه بمجرد القول بمن باع وخان وسرق حقوق العباد ؟ لا أظن ذلك أبدا وما أجزمه
ان السجان يبحث عن أمر واحد هو إضعاف الحراك بأي ثمن كان فهذه ورقة بيده وورقة المنتفعين والحرس القديم بحلها وترحالها هي ايضا طفله المدلل ..
يا من تدعون الوسطية والعدالة قوموا الى حيث هو المكان الصحيح و إعلموا أن حي الطفايلة لم يكن مرتعا في يوم من الأيام لأبي سلول ومن هم على شاكلته، ولكن استفزازهم ومحاولة طمس أفكارهم لن تفلح معكم أبدا كل ما عليكم هو التغيير وتفهم موقفهم وتطبيق مطالبهم أو ابقوا بعيدين فهو أزكى لكم ...