حظائر الاغنام في عمان

حظائر الاغنام في عمان
كل عام والاردنيين وامتنا العربية والاسلامية بخير وسلام بمناسبة عيد الاضحى المبارك
ولكن هل يعقل ان يتحول عيد الاضحى الى نقمة على بعض الاردنيين الكثر، بالتاكيد هذا ما لانرجوه قولا وما لا تهتم بمنعه امانة عمان الكبرى فعلا ، فباصرارها على تقريب أسواق الاضاحي لتزرعها بفوضوية غريبة بين احيائها السكنية لمدة تزيد عن الاسبوع ، تكون جلبت لنا عين الابتلاء لا الرحمة والرعاية المنتظرة منها للسكان .
فالعديد من أحياء عمان الجميلة التي ابتليت بخيارات مناطق الامانة لتحديد مواقع حظائر الاغنام ومع اقتراب ايام العيد تخلع حلة الياسمين عنوة وتلقي بها خلف غبار الاغنام من حملة الجنسيات المختلفة ، فسرعان ما تنتشر الروائح المنبعثة من المواشي وفضلاتها الصلبة والسائلة المتراكمة في الموقع مع تزايد انتشار البعوض والقوارض والحشرات المنوعة وموجات الغبار التي تهاجم المنازل التي اجتاحتها تلك الحظائر وذلك قبل ان تهرق الدماء وتترك حشوة الاحشاء تقلبها الشمس والرياح وتنقلها روائح جيف مخمرة الى البيوت وهي تحاول استقبال زائري العيد .
لست ادري ما هو شكل ولون وحجم الجدوى التي ترغب بتحقيقها مناطق الامانة من هذا الاجراء السنوي خلافا لما سبق ونص عليه قانون الصحة العامة لمنع حدوث مكاره صحية جراء انتشار حظائر الاغنام في وسط المناطق السكنية , هذا الاجراء الذي ينغص على ابناء العديد من احياء عمان عيدهم ، وهل العائد المادي الزهيد هو المبرر الاول ام حجة تقديم خدمة الاضاحي ولهفة الذبح هي الاولى .
ففي البلدان الشقيقة عادة ما تكون هذه الأسواق خارج النطاق العمراني وبعيدة عن الأماكن السكنية وكذلك عن ازدحامات السير وتحتوي على كامل الخدمات والتجهيزات اللازمة، وتطبق فيها جميع الشروط الصحية تحت مراقبة مستمرة من الجهات المعنية للتأكد من تطبيق الشروط الصحية وخصوصا المحافظة على البيئة كي لا تكون مصدرا لتلوث الهواء داخل المدينة من خلال الروائح التي تخرج من الحظائر أو الأتربة .
فالاماكن المناسبىة لاسواق الاضاحي عديدة في اطراف عمان و اطراف ضواحيها القريبة البعيدة عن التجمعات السكنية , ونحن في بلدنا من رواد حملة شعار المحافظة على البيئة ، والبيئة في العادة لا تأخذ اجازات ، ولا حرج ابدا على المضحي ان يذهب بضعة كيلومترات للتسوق في حظائر الاضاحي , ولن يعدم طزاجته الخاروف الذي سينقل مذبوحا في رحلة سيارة لن تتجاوز ربع الساعة .
فيا امانة عمان رفقا بنا وبعمان الجميلة التي تنادون بها , ولا ضرورة لحرج الكفالات لازالة المخلفات ، فعلى فتجربتكم مع صور ويافطات مرشحي الانتخابات ما تزال تؤشر الى عدم جدوى هذه الاجراءات ، فينتهي العيد وترحل الاغنام وتبقى اثارها وروائحها شاهدة ان مجزة خراف كانت هنا وليتكفل بها مطر الشتاء ان جاء في موعده .
وكل عام ونحن بهذا الهم لوحدنا .
خالد سعيد / عمان
حي الحمرانية / منطقة بدر