في وداع القائد الثوري الفيتنامي الجنرال فونغوين جياب

ان كلمة "جياب" محفورة في التاريخ الانساني العالمي.. وعلى مستوى إبداع العلوم العسكرية الثورية على أرض الواقع.. والاسم "جياب ، مُكون هام في الثقافة الانسانية.. يتقدم كنموذج ورمز ثوري بكامل الإندماج، وبكل المعاني والقيّم الثورية والانسانية..
إن قلوب ملايين الثوريين والشعوب المناضلة من أجل الاستقلال في وداع القائد الثوري الفذ..

صرح مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بما يلي:
يحمل اسم الجنرال الثوري العسكري الفيتنامي "فو نغوين جياب" حساسية خاصة، ومعانٍ ثورية سامية وعميقة؛ فهو بطل حرب استقلال فيتنام ودحر ضواري الامبريالية العالمية؛ له وقع خاص في الذاكرة الجمعية الثورية على وجه الخصوص، كما لدى حملة ودعاة التاريخ الامبريالي في العالم لما ذاقوه من هزائم، ويحظى باحترام كإسم مرموق بكل المعاني الكفاحية لدى شعوب العالم، ويرتبط اسمه بكلمة "هانوي" عاصمة فيتنام الديمقراطية، التي أسست لمد ثوري على مستوى مستعمرات العالم الثالث. وهو الجنرال الثوري الذي قاد الحروب والتكتيكات العسكرية في وجه احتلال الامبريالية الفرنسية، وصولاً إلى المعركة الشهيرة في التاريخ العالمي "ديان بيان فو" (1954) التي هزمت جيوس فرنسا هزيمة نكراء؛ حيث انكفأت بعدها إلى الجنوب الفيتنامي، وجرى استقلال الشمال "فيتنام الديمقراطية" واخذ بعدها الجنرال جياب مهمة تشكيل "قوات الفيتكونغ" لتحرير الجنوب الفيتنامي..
يحمل جياب تاريخاً ثورياً ، منذ أن قاد النضال الثوري المسلح في العام 1944 ضد قوات العسكرتاريا اليابانية الغازية، وبعدها حربين ضاريتين في الهند الصينية، الأولى عام 1946، والثانية عام 1975 والتي انتهت بهزيمة الامبريالية الاميركية.
إن كلمة "جياب" محفورة في التاريخ وذاكرته الجماعية، فالحربين "الفرنسية – الاميركية" كانتا كارثة بشرية وانسانية في التنكيل بالشعب الفيتنامي البطل، حيث احرق "النابالم" وقاذفات B52)) قرى وبلدات بكاملها، فضلاً عن القصف الرتيب والوحشي من بوارج الأساطيل لسنوات مديدة على القرى والبلدات الفيتنامية، باعتبارها إحدى محن الأخلاق وظلام العقل والقلب الإنساني لهذه الضواري..
يجسد الجنرال فو نغوبين جياب مثالاً للإقدام الثوري، ونموذجاً يحتذى في العلوم العسكرية لحركات التحرير، كما يمثل نموذجاً لأخلاقيات الثوري المبدئي، وقد بات اسم "جياب" محمولاً على رموز وشخوص وشخصيات فلسطينية مناضلة، اسماً متداولاً مع الأجيال في الثورة الفلسطينية وعلى صعيد يسارها بالذات، وهناك العديد من الشهداء الذين حملوا اسمه.
إن مجرد الاسم "جياب" يعبر عن معاني عديدة وعن وثائق تاريخية ثورية؛ لها معاييرها في الاستعداد العالي والالتزام والمنهج، اسمٌ يثير ابهاجاً وشموخاً، حين يقف الثوري مناضلاً بأخلاقياته وايمانه العميق بمستقبل شعبه، ومستقبل الإنسانية.. لقد رسم الجنرال جياب خطأً عريضاً للشعوب المناضلة من أجل التحرر وصولاً إلى المستقبل المشرق والاستقلال، كما يتسم جياب بمكونات ثورية عديدة، فهو نموذجاً للتواضع في منظومة الفكر والسلوك في سياقها الثوري الأجمل.. وفي نكران الذات، محصناً بثقافة انسانية مبدئية ضد النوازع والمنافع المادية، فهو صاحب شخصية فذة فكراً وسلوكاً، تحمل قيم الخير ومعاني الإنسانية، وإسم فو نغوين جياب ذاته مكون هام في الثقافة الانسانية، بل ويتقدم كنموذج ثوري بكامل الاندماج في العمل الثوري، وبكامل المعاني والقيم...
نتوجه بالتحية لهذا التراث الثوري النضالي .. التراث الخالد.. نتوجه بالتحية بإسم شعبنا للقائد العسكري الثوري فو نغوين جياب.. تحية الإجلال والتقدير والعرفان..
الإعلام المركزي