علي عبندة: أسطورة المطر
خالد ابو الخير
على مدى عقود كان ظهور علي عبنده على شاشة التلفزيون الأردني، يعني لكثير من الأردنيين إيذانا بحدث جوي مهم؛ ثلوج، أمطار غزيرة، منخفضات جوية، أو مرتفعات، أو غير ذلك من تعبيرات كان لعبندة الفضل في نشرها بين المواطنين العاديين قبل المثقفين المتابعين.
كان ذلك قبل انتشار الفضائيات بصورها الجذابة وخرائطها المجسمة و«فتياتها» للواتي يقرأن النشرة الجوية قرب خارطة كبيرة متحركة لأنحاء الكرة الأرضية كافة. دون ان يتركن الاثر الذي كان يتركه عبندة.
واليوم، كلما ظهرت إحدى هذه الفتيات، تذكر المواطنون علي عبنده رغم مرور خمسة عشر عاماً على تقاعده من منصبه الذي لم يعرف بغيره، مديرا عاما لدائرة الأرصاد الجوية، وبعد سبعة أعوام وأكثر على رحيله، فقد رحل عبنده في مطلع شهر أيلول/سبتمبر العام 2006 .
وكان لافتا أن رحيله جاء في شهر تبدأ فيه التنبؤات الجوية تأخذ منحى مهما، فأيلول في النهاية آخر شهور الخريف، ولكن طرفه مبلول بماء المطر المتوقع للعام الآتي.
ولد علي عبنده في مدينة إربد يوم 5 شباط/ فبراير 1935، ابتعث إلى العراق لدراسة الحقوق لكنه فضل دراسة العلوم، وحصل على شهادة البكالوريوس في العام 1954 في العلوم من قسم الفيزياء في جامعة بغداد/دار المعلمين العالية. وفي العام 1957حصل على شهادة الدبلوم العالي (D.I.C في الأرصاد الجوية من كلية إمبريال/جامعة لندن.
لدى عودته، عمل متنبئا جويا في دائرة الأرصاد الجوية الأردنية، وفي العام1977عين مديرا عاما لدائرة الأرصاد الجوية الأردنية، وبقي في المنصب حتى العام شباط/فبراير من العام 1995، موعد تقاعده.
«الجرأة هي أهم ما يميز النشرات الجوية التي اشترك بها.» هكذا حاول أحد الكتاب أن يلخص التأثير الذي كان يمتلكه عبنده، الذي تحول إلى شخصية تروى عنها الطرائف وتتردد حولها الأغنيات، وهو ما لم يحظ به أي متنبيء جوي في العالم ربما. ففي العام1991/1992 الذي تميز بشتاء قارس البرد، كثير المنخفضات، ترددت طرفة تقول إن علي
عبنده قد «هرب منخفضا» أثناء عودته من السفر، وكثيرا ما كان بعض الشباب يرددون أغنية ركبت كلماتها على كلمات أغنية شهيرة، تقول كلماتها الجديدة:
علي عبنده يا مدير أرصادنا
الجو ماطر والثلج عبوابنا
كانت تنبؤاته كثيرا ما تصيب، ولكنها كانت، كما يحدث لأي راصد جوي، تخطىء أحيانا، ولكنه بسبب تأثيره وشخصيته المحببة كان يحمل وزر الخطأ، ويرجع له الفضل إذا كان الجو جميلاً. وقد علق على موقعه على الانترنت على ذلك بقوله:
«من أطرف ما يصادفني أن الناس يجعلونني مسؤولا عن الجو وليس عن التنبؤ به، فمثلاً عند تتساقط الثلوج أتلقى العديد من المكالمات من المواطنين الذين يحملونني مسؤولية تساقطها، وعند نزول المطر بعد انحباس طويل أتلقى مكالمات من المواطنين يشكرونني على هذا الخبر وكأنني أنا المسؤول عن هطوله.»
لقد وصل عبنده هذه الدرجة من التوحد مع المواطنين من خلال عمل جدي، مثابر ومضن: «إذا فشل التنبؤ، فإنني أنهض من النوم باكرا حتى ولو كنت في إجازة، وأسرع إلى مركز التنبؤات، وأحاول جهدي البحث عن منبع الخطأ وسببه، وعندي أنه من المهم جدا الاستفادة من هذا الخطأ مستقبلا. أما إذا صدق التنبؤ، فإنني أشعر براحة ومتعة عظيمتين».يضيف.
لعبنده مؤلف بعنوان "الفلك والانواء في التراث العربي"، وعد من خبراء هيئة الارصاد الجوية الدولية، وكانت له نشاطات في جمعيات علمية وخيرية.
وما زالت ماثلة في الأذهان الثلجات السبع المتواترة في شتاء العام1991/1992 وما زال المواطنون يتذكرون عبنده الذي تنبأ بها وحذر من قسوتها.
مات عبنده قبل أكثر من خمسة اعوام ، ولكن صورته التي رسمها عبر طلته على شاشة التلفزيون، ما زالت حية في أذهان كثير ممن تابعوه ووثقوا به وأحبوه، وحولوه إلى أسطورة ما زالت تعيش بين الناس، وتظهر كلما لاحت في الأفق غيمة ماطرة.
اسطورة ما تزال حاضرة .. رغم ان التلفزيون نفسه ما عاد يحظى بمكانته السالفة.
على مدى عقود كان ظهور علي عبنده على شاشة التلفزيون الأردني، يعني لكثير من الأردنيين إيذانا بحدث جوي مهم؛ ثلوج، أمطار غزيرة، منخفضات جوية، أو مرتفعات، أو غير ذلك من تعبيرات كان لعبندة الفضل في نشرها بين المواطنين العاديين قبل المثقفين المتابعين.
كان ذلك قبل انتشار الفضائيات بصورها الجذابة وخرائطها المجسمة و«فتياتها» للواتي يقرأن النشرة الجوية قرب خارطة كبيرة متحركة لأنحاء الكرة الأرضية كافة. دون ان يتركن الاثر الذي كان يتركه عبندة.
واليوم، كلما ظهرت إحدى هذه الفتيات، تذكر المواطنون علي عبنده رغم مرور خمسة عشر عاماً على تقاعده من منصبه الذي لم يعرف بغيره، مديرا عاما لدائرة الأرصاد الجوية، وبعد سبعة أعوام وأكثر على رحيله، فقد رحل عبنده في مطلع شهر أيلول/سبتمبر العام 2006 .
وكان لافتا أن رحيله جاء في شهر تبدأ فيه التنبؤات الجوية تأخذ منحى مهما، فأيلول في النهاية آخر شهور الخريف، ولكن طرفه مبلول بماء المطر المتوقع للعام الآتي.
ولد علي عبنده في مدينة إربد يوم 5 شباط/ فبراير 1935، ابتعث إلى العراق لدراسة الحقوق لكنه فضل دراسة العلوم، وحصل على شهادة البكالوريوس في العام 1954 في العلوم من قسم الفيزياء في جامعة بغداد/دار المعلمين العالية. وفي العام 1957حصل على شهادة الدبلوم العالي (D.I.C في الأرصاد الجوية من كلية إمبريال/جامعة لندن.
لدى عودته، عمل متنبئا جويا في دائرة الأرصاد الجوية الأردنية، وفي العام1977عين مديرا عاما لدائرة الأرصاد الجوية الأردنية، وبقي في المنصب حتى العام شباط/فبراير من العام 1995، موعد تقاعده.
«الجرأة هي أهم ما يميز النشرات الجوية التي اشترك بها.» هكذا حاول أحد الكتاب أن يلخص التأثير الذي كان يمتلكه عبنده، الذي تحول إلى شخصية تروى عنها الطرائف وتتردد حولها الأغنيات، وهو ما لم يحظ به أي متنبيء جوي في العالم ربما. ففي العام1991/1992 الذي تميز بشتاء قارس البرد، كثير المنخفضات، ترددت طرفة تقول إن علي
عبنده قد «هرب منخفضا» أثناء عودته من السفر، وكثيرا ما كان بعض الشباب يرددون أغنية ركبت كلماتها على كلمات أغنية شهيرة، تقول كلماتها الجديدة:
علي عبنده يا مدير أرصادنا
الجو ماطر والثلج عبوابنا
كانت تنبؤاته كثيرا ما تصيب، ولكنها كانت، كما يحدث لأي راصد جوي، تخطىء أحيانا، ولكنه بسبب تأثيره وشخصيته المحببة كان يحمل وزر الخطأ، ويرجع له الفضل إذا كان الجو جميلاً. وقد علق على موقعه على الانترنت على ذلك بقوله:
«من أطرف ما يصادفني أن الناس يجعلونني مسؤولا عن الجو وليس عن التنبؤ به، فمثلاً عند تتساقط الثلوج أتلقى العديد من المكالمات من المواطنين الذين يحملونني مسؤولية تساقطها، وعند نزول المطر بعد انحباس طويل أتلقى مكالمات من المواطنين يشكرونني على هذا الخبر وكأنني أنا المسؤول عن هطوله.»
لقد وصل عبنده هذه الدرجة من التوحد مع المواطنين من خلال عمل جدي، مثابر ومضن: «إذا فشل التنبؤ، فإنني أنهض من النوم باكرا حتى ولو كنت في إجازة، وأسرع إلى مركز التنبؤات، وأحاول جهدي البحث عن منبع الخطأ وسببه، وعندي أنه من المهم جدا الاستفادة من هذا الخطأ مستقبلا. أما إذا صدق التنبؤ، فإنني أشعر براحة ومتعة عظيمتين».يضيف.
لعبنده مؤلف بعنوان "الفلك والانواء في التراث العربي"، وعد من خبراء هيئة الارصاد الجوية الدولية، وكانت له نشاطات في جمعيات علمية وخيرية.
وما زالت ماثلة في الأذهان الثلجات السبع المتواترة في شتاء العام1991/1992 وما زال المواطنون يتذكرون عبنده الذي تنبأ بها وحذر من قسوتها.
مات عبنده قبل أكثر من خمسة اعوام ، ولكن صورته التي رسمها عبر طلته على شاشة التلفزيون، ما زالت حية في أذهان كثير ممن تابعوه ووثقوا به وأحبوه، وحولوه إلى أسطورة ما زالت تعيش بين الناس، وتظهر كلما لاحت في الأفق غيمة ماطرة.
اسطورة ما تزال حاضرة .. رغم ان التلفزيون نفسه ما عاد يحظى بمكانته السالفة.