العيد قُدس والقدس حُرية...؟

العيد قدس والقدس حُريَّة. 
نبيل عمرو - عمان 
- . 
- ردد فاقد الدهشة هذه الأبيات ، ومن ثم قال : هذا حالك وحالي يا قدس فهيّا نبكي معا أمة الخصيان ، يرهص أزلامها من العبيد والغلمان على خيول خشبية ، فيعلو الضجيج ، تحوم الغبار في المعركة على الأنا الفاقدة للرجولة ، ننخى صلاح الدين وننادي خالد بن الوليد ، فلعل وعسى يعود الزمن المدفون من جديد ، وعنترة بن شداد ينتفض من اللحد ليروي قصة الحرية...!فالعبيد لا يُجنزون وما كان لإبن زبيبة أن يحظى بكل ما حظي به من صيت الفروسية ، لو لم يُحرره شداد ، وكم شداد نحتاج لنتحرر من عبوديتنا ، ونمتطي خيول الزمن الجديد...؟ ، فاقد الشيئ لا يُعطيه ونحن لا نمتلك أنفسنا الرهينة للقوى الدولية ، فهذا تابع لأمريكا ، وذاك لروسيا وآخر لبريطانيا ولكلٍ أبٌ غير أبيه ـ يا واللّيه...! 
- الحرية...؟ 
- العيد قدس والقدس حُريَّة ، فأين العرب مسيحيون ومسلمون من هذا...؟ 
- هنا من حق الزمن أن يتوقف على عجل من الرحيل ، هنا يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، كي نكتشف هوية القدس...؟ ، وإن كانت كما هي القدس مغانتنا ، فهل هذا حقيقة أم خيال...! ، هكذا ، واقع الحال جعل الأمر ملتسبا على فاقد الدهشة ، الذي ما يزال يبكي دماُ وهو يرى قُدسه ، عشقه ، عزته وكرامة أمته قد إستحالت يهودية على أرض الواقع ، وأنه مجرد سابح في الخيال وربما سائح ، يلتقط صورا لزهرة المدائن ، فتداخلت الأشكال وتشوهت اللوحة ، فغرق في السريالية وهو يظن أنه إلتقط في المشهد صورة صلاح الدين ، يقرع بوابة بيت المقدس، ولاح له طيف خالد بن الوليد على حافة اليرموك ، وفي ظن اللدود أن صوت حجارة الأقصى وهي تهوي ، هو صوت عنترة بن شداد يُنادي على الفرسان، ولكنه "فاقد الدهشة" لحظة أفاق من غفوتة على ذاك الحُلم الجميل ، وإذ به ممزقا على أرصفة العواصم العربية ، يستجدي رجولة ، همة ، قوة ، فعل ، حركة أو حتى كلمة من أجل القدس ، ولكن لا حياة لمن تُنادي ، لأن من يجوبون شوارع هذه العواصم ، ومن يحكموها ويتربعوا على كراسيها ، ليس سوى بقايا أدعياء ، من المخصيين ، العبيد ، الغلمان وأشباه الرجال. 
- نعم ، نحن في العيد وعلى جبل عرفة وأبواب السماء مفتوحة منذ مئات السنين ، وما نزال منذ نيف وستين عاما ندعوا على اليهود ، ونكيل لهم الشتائم ، لكن الإبل ما تزال مُحصنة في خاناتهم . 
- لا ،لا تقل أن هذا قضاء الله ، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعمل ، وهو القائل وما أعزه من قائل : "واعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم . 
- وعلى حين غرة صرخ فاقد الدهشة في وجه الحشري وقال : أود أن أسألك أيها الحشري أن تأتيني بعمل عربي إسلامي أو مسيحي ، يحمل بارقة أمل تُعيد لي قدسي ، تُنقذها من التهويد ، تُوقف بناء كنيس يهودي في الحرم القدسي الشريف ، أم أنك كما البقية تسبح في خيالات أمة الخذلان...؟ ، هكذا كان الإشتباك الأزلي مستمرا بين اللدودين ، فاقد الدهشة والحشري وهما يتجمدان أمام صورة القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية ، ومع ذلك يرددان مع الحجيج ، لبيك اللهم لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك، لبيك اللهم لبيك