الدولة التي تأكل ابنائها

الدولة التي تأكل ابنائها
يقال ان القطة عندما تلد تاكل اول ابنائها وقد تعددت الروايات لتشخيص تلك الظاهرة فمنهم من يعتقد انها تاكل طفلها الاول لكي تقوى على ارضاع باقي ابنائها وهنالك من يقول بانها تاكل ابنها الاول خوفا من ان يقوم بالقضاء عليها مستقبلا لان بنيته قوية ومشبع بالفيتامينات والمواد الغذائية ,ايا كان صدق ذلك المشهد وقسوته او حنانه الا ان القطة اثبتت انها ارحم بابنائها من بعض من الدول والحكومات فها نحن نرى دولا تحصد ابنائها بالعشرات لا بل بالمئات ولا يهمني كثيرا ان اتحدث عن دول مجاورة او بعيدة بقدر ما اطوق لكشف اللثام عن ممارسات سلبية لدولتنا الاردنية حيال ثلة من ابنائها فها هي هذه الدولة ما زالت تاكل العديد من ابنائها وترمي بهم الى الهلاك وتحتفظ بنفر قليل وتدللهم وتعتني بهم حتى ان تلك الاعداد الكبيرة من الابناء والذين اكلوا او ينتظرون التآكل بدأوا يتوسلون لاولئك النفر القليل لينالهم جانبا ولو يسيرا من رضى اولئك يساعدهم على الاستمرار في هذه الحياة الصعبة والمعقدة
انظروا الى اولئك القادة والجنود البواسل الذين ضحوا من اجل هذا الوطن ورفعوا بنيانه لبنة لبنة وحافظوا على هويته وابقوا العلم مرفوعا عاليا , انظروا الى اسر وذوي اولئك الشهداء ماذا حل بهم وكيف يتم التعامل معهم ؟ّ!! انهم يعاملون كشاهد الزور ولا يجدوا من يعتني بهم او يقوم على خدمتهم رغم استحداث مسميات لهم بحجة العناية بهم
لقد قامت الدولة على اكلهم ويا ليتها ابتلعتهم بل على العكس زادت من عذابهم والقت بهم وباسرهم بلا حنان ونسيت افضالهم عليها وتناسى اولئك الساسة انهم لولا اولئك العسكر وتضحياتهم وسهرهم لما كانوا ولما وجدوا ولما اشتد عودهم , انه نكران للجميل , انه الظلم بعينه
لقد اوصلوا اولئك الابطال الى حالة من البؤس والشقاء !! , اننا نتمنى ان يعود القدر وتكون امنا قطة وليست دولة كهذه الدولة لكي تعطف علينا وترفق بنا وتؤمن لنا الحياة الكريمة لا ان تقطع اوصالنا وتدفع بنا لنلهث وراء لقمة العيش فها نحن اصبحنا نتقاتل و نفترس بعضنا بعضا ونعتدي على الاخرين ونسلبهم ممتلكاتهم في ظل غياب العدالة والقانون , اتقي الله ايتها الدولة , رفقا بابنائك بدلا من الرفق بصندوق النقد الدولي !! اين حنان الام ؟ اين واجبات الدولة حيال مواطنيها ؟ اننا نعيش في زمن الشقلبة فقد اصبحت الواجبات تقع على المواطنين ولا حقوق لهم والحقوق باتت مقتصرة على الدولة دونما واجبات عليها
ها هي الدولة تستمر بالرفاهية والاستقواء اعتمادا على جيب المواطن , وما كان لدولة عاقلة حنونة ان تذهب بهذا الاتجاه وتضيق الخناق على مواطنيها لان نتائج ذلك لا يعلم بها الا الله والراسخون في العلم , اتمنى على الحكومة ان تستيقظ من سباتها العميق وتعيد النظر في قراراتها وسياساتها الظالمة وتعمل على تحقيق العدل والمساواة بين ابنائها وتعمد الى تعديل التشريعات والقوانين بما يعالج ويتعامل مع مشاكل هذه المرحلة وان لا تستثمر باولئك المسؤولين الذين جاؤوا على ظهر دبابة وان تستبدلهم باولئك المخلصين الشرفاء الوطنيون الذين لم يقبلوا في يوم من الايام الانغماس في وحل ومستنقعات الفساد وغادروا لانهم كانوا كذلك
رحم الله الاردن ورحم الشعب ولطف بهما من شر اولئك ومن قسوة الشتاء القادم في ظل سياسات حكومية جائرة لم تعد تهتم لا بالوطن ولا بالمواطن !!
العميد المتقاعد
بسام روبين