هب الهوا يا ياسين ..يا عذاب الدراسين !

بالامس التقيت صديقي المتشائم كثير الحكي وهو بطريقه عائدا من المخبز وبيده صرة قماش مربوطة على شكل (بقجة ) ... بادرته بالقول : علامك معرّش مثل ديك الحبش تقول انك جايب راس كليب ؟ بعدين ويش هالبقجة الي حاملها مثل بقجة المرأة الحردانة من دار زوجها ؟ .
قال ضاحكاً : والله يا الاخو هاذ (ذفال ) خبز .... قلت متهكماً : ايش يعني ذفال خبز ؟ قال : ول عليك يا رجال بطلت تعرف ذفال الخبز ؟ .... الله يرحم جدك يوم كان يلف زوادة بصل وبندورة وخبز شراك بالشماغ القديم .... ما تذكر ؟ والا تتغيشم علي يا خبيث ؟
استدركت الامر بسرعة : آه .... عرفته ...ذفال الخبز ...اي والله كانت امهاتنا وجداتنا تستعمله لحفظ الخبز الله يذكرك ويذكرهن بالخير ... لكن يا خوك ما هي كياس البلاستيك معبية البلد ولويش تغلب حالك وتشيل معك ذفال خبز؟ ..... اجاب بحسرة : اللي يدري يدري والي ما يدري يقول ... ذفال خبز ... هيــه يا غبصان انت ما تعرف انه كيس البلاستيك صار الفران يحسبه عليك بقرش ومرات يحسبه بقرشين وانا عندي عيلة تآآكل الوجه ... عشر انفار الله لا يخسر ! ومونتنا من الخبز ودها خمس كياس نايلون وهذول يخوي بيهن عشر قروش ! ... عشر قروش باليوم .... يعني سبعين قرش بالاسبوع ... يعني ثلاث نيرات بالشهر ... مبلغ محرز !
قلت له مداعباً : بلعون انك شاطر ... ما في حواليك ذفال احتياطي تعطيني اياه اظل استعمله يوم اشتري خبزاتي ؟ قال متهكماً : حبيبي الي وده يآكل خبز يشتري له ذفــال .... ليكون انا مخلفك وناسيك ! بعدين ... اسمع خيّووه ... خليني بهمي الله يسعدك ويرضى عليك ...بلاش كثرة حكي .
قلت : الله يفرج عنا وعنك كل هم ... خير يا رجال علامك مهموم ؟ قال : يا خالي قرب العيد والعيال وامهم ودهم عيدية ...هاظ غير الولايا ! ... وما فيه راتب على العيد ... قال راتب قال ! احكي لو فيه راتب ... مهو يا دوب يكفينا خبز وتسديد فواتير كهربه وميه وهذي الشركة تهدد بينا ... الدفع ولا القطع ! وجابي الميّه ينتظر ...(يا تدفع يا سكّره!).
قلت : يعين الله يا صديقي .... العين بصيرة واليد قصيرة ... يا ريت اقدر افزعلك ... ما حيلتي غير الدعاوي لكن وانا اخوك النايحة مهي مثل الارملة !
قال : الحال من بعظه وميئوس منه ... بس اقولك ... يا خوي داخل على الله وعليك تفكني من جارنا هاظ اللي اسمه ابو كايد .
قلت : خير ان شا الله علامه ابوكايد عليك .... قال : يخوك هاظ شتوية العام قرفني وعوفني حالي ... كل يوم ونه مروح علي ... قال الدخنة الي تطلع من بوري الصوبة تزعجه وتزعج عياله ... ويهددني يشكي للمحافظ ! معلوم يا خوي ... ما يعرف وجعك غير الي مثلك ... وهاظ الرجال يخوي ...(زنقيل ) ... وخصومه متورمة من اكل المناسف باللحم البلدي ... ويا خوك يجيه صهريج الديزل بالشتوية ... ساعتين وهو صاف باب الدار يفرغ ديزل بخزاناته ... معلوم يا خوي ...الرجال عنده تدفية مركزية ... قلت : لا حسد يا صديقي ...... قال : يخوي الله يباركله ... بس يحل عني ويخليني بحالي ...
قلت : اي ... هي ريحة دخنة الحطب مزعجه لها الدرجة! قال : اي حطب يا خوك .. هو انا قادر على ثمن الحطب ... قمنا نولع عن جنب وطرف .... شرطان ... ذفال مهتري ...برداية قديمة ... كنادر وحفايات وصراميج مهترية ... اي اشي نحطه على الطاحون ... ودنا ندفي هالعيال ... يا خوك بالله عليك تنب عليه ... لا يجيني ويقول لي : اطفي الصوبة واشتري لعيالك كل واحد جرزه وفروة وشماغ بالشتوية ... اي هو انا قادر اشتري فروة ولا كبوت بهاظ الغلا !... اذا ما عاجبته ريحة الدخنة .... يعطيني من عنده ديزل ادفي هالحزانا ببرد هالشتوية اللي يقولوا جماعة الارصاد انها هذي السنة تخوف من شدة البرد الله يجيرنا .
قلت : لا حول ولا قوة الا بالله ... كل من همه على قده ... والله سالفتك مثل سالفة الحكومة والمفاعل النووي .... يوم ودها تحطه بالعقبة ...ويوم بالجفر ... ويوم بالمفرق ويوم بالازرق وما ندري ويش ينوبنا احنا وجيرانا من تواليها ! .... كل هالحكي ... بلكي انه واحد من جيرانا (الزناقيل ) يقول ... دشرو عنكوا سولافة هالخاير وخذو الكوا ماسورة نفط اثنين انش ادفوا عليها انتو وعيالكوا يا الحزانا ...!

صالح ابراهيم القلاب