جناية الرأي


يقول رئيس الوزراء (النسور):(لا يوجد في الاردن، أي موقوف، بسبب حرية الراي والتعبير، لافتا الى ان، جميع الموقوفين،قد تم إيقافهم لأسبابٍ جنائية).
في الواقع، لو كنت مكانه -لا قدر الله- لقلت كما قال !فمن هو المُسَجَّلُ، في محاضر التحقيق،أو في طلب الإعتقال بأنه قد تم جلبه لأن له رأيا ما؟!.
وكيف يحبس المرء لرأيه؟! "أنا شخصيا لا أصدق" فلماذا يتدخل أحد، في رأيي ،وأستطيع بكل جرأة أن أعترض؛ وكل شيء، قد يخضع عندي، للنقاش ابتداءً!.
سنعلن عن "ترف آرائي"،ونصنع من الرأي، ،معاطف من صوف، وأردية للبرد، وستحمله نسوة، على رؤوسهن عجينا، ليخبزنه في التنور،أرغفة حَرَّىَ؛ ثم ننثره موائد، على هيئة (سبيل) للمارة،قبل موعد العرس، الإنتخابي القادم، ،سنذيبه تحت أشعة الشمس،ثم نُقَطِّرُهُ "كازاً وبنزيناً".

سنرسله حِمَمَاً، على أعدائنا، إن فكروا بتهديدنا، بخطاب شديد اللهجة.
سنبني مركزا للأبحاث! ونستورد شعباً مسحوقاً، من وراء البحار،يعاني من القمع، لنجري عليه أبحاثنا.
وسننهمك بإجراء، دراساتنا عليهم، باعتبارهم نموذجا أحفوريا، لنشأة القمع،ثم نَنْصِبُهُمْ -بعد أن نفرغ من دراستنا- نماذج في متحف، سنقيمه لذات الغرض.
سنقيم ولائم ضخمة على الطريق السريع، ونطبخ طناً، أو ثلاثة أطنان من الآراء، وسندعو جميع الناس، ليتحدثوا عن وليمتنا، في المآتم، والمقرات الإنتخابية حصرا.

وسنمنع المتطفلين، على الوليمة ممن يفتقرون، إلى الرأي السديد،من الدخول إليها، وسنصنع مجسما من طين، للقمع ونقوم بِرَجْمِهِ في جماعات!.
ويحكى عن بلدٍ ما! في زمن ما! ...أنه كان يؤتى برجل ما! مكبلاً بعد ان يتم ترويعه وسحبه بملابسه الداخلية ثم يقبع الليالي تلو الليالي في زنزانة ولا يدري فيما أخذوه ولا ما سيصنعون به.

ثم يُساقُ الى رجل (ببزة عسكرية) وبعد أن يمسحه بنظرة سريعة باردة يبلغه بأنه متهم، (بالإتفاق الجنائي) وتشكيل عصابة من الأشرار،ويذكر له أسماء لا يعرفها، ولم يكن قد التقى بأصحابها،ثم يختفي الرجل بالبزة العسكرية كما ظهر فجأة ،بعد أن يطمئنه بأنه موقوف للتحقيق إلى مدة ما.

وبعد جولة من "الرفس والصفع السريع والبصاق،يبقي الرجل المتهم مُدَّةً ما! وبعد ذلك، يُسْأَلُ عن نواياه، "وليس رأيه" ويعذب في سبيل، الإعتراف بأشياء ،كان ينوي فعلها، ،ولا يعرف ما هي! ولا يعرف المحقق أيضا ما هي!
وعندما تضيق به الحيلة، أن يؤلف لنفسه جناية، مقنعة يكون عليها دليل ما! كتلك التي أبلغه بها الرجل،" بالبزة العسكرية"يتم إبلاغه مرة أخرى،بأنه الآن يخلو من النوايا السيئة،وبأنه قد تمت حمايته بنجاح من شر نفسه ومن وساوس شيطانه، ومن أية أعراض لجناية الرأي، ويتم بعدها، إطلاق سراحة، وتُحفظ القضية الجنائية،لعدم وجود أدلة، على وجود نِيَّة، لاقتراف جناية خيالية.