الملك الذي يحب الفقراء

الملك الذي يحب الفقراء !     

عاطف عتمة

 

هذا الجهد الملكي الموصول الذي يطلع به سيدنا -  اعز الله ملكه - في زياراته الملكية التفقدية المعلنة والسرية التنكرية ، لأحوال الفقراء والمعوزين ، في المناطق البعيدة والنائية  ومناطق البؤس والحرمان ، وجلوسه وحديثة مع أناس  أكثر المناطق فقرا وبؤسا في العالم  ، وزياراته المستمرة والمتكررة للمحافظات للاستماع لشكوى المواطن ، للتعرف على أداء مؤسسات الدولة ، ومدى صدعها بالأمر الملكي في تقديم خدمة المصلحة العامة ومصلحة المواطن ، وللاطمئنان على سير الأمور ، عملية تستحق الإعجاب والتقدير ، وهو أمر ليس بغريب على سيدنا ، فمنذ عهده الميمون قبل ما يزيد عن العقد باشر الاطلاع على أوضاع الناس عن كثب ، وباشر مبادراته الملكية لمكافحة العوز والفقر ، فكانت مبادرات المساكن الفقيرة للفقراء والمساكين ، وكانت مبادرة سكن كريم لعيش كريم لذوي الدخل المحدود ، وكانت الكسوة الهاشمية والمعاطف لتشمل كل أبناء الوطن فقيرهم وغنيهم  ، وكان الحس الملكي أن لا نشعر أبناء الفقراء بالنقص والتمييز ضدهم فشملت الكسوة الجميع .

 

سيدنا – أطال الله في عمره – ملك إنسان وهو الملك الذي يحب الفقراء والمساكين ، والصور شاهد بالغ على ذلك ، بينما ومنذ تاريخ تأسيس الدولة لم نشاهد رئيسا واحدا زار الفقراء وواساهم في مواقعهم ، بل إن بعضهم إذا رأى صورة الفقراء امتعض ، هو ملك معزز (بكسر الزاء ) لأنه يعزز أهله وبلده ، وهو ملك معزز ( بفتح الزاء ) لأنه معزز بإرثي النبوة والملك .

 

زيارات سيدنا تجلب الخير والبركة إذ كان يأمر جلالته بإجراء دراسة شاملة للاحتياجات التنموية والمعيشية والبنية التحتية لهذه القرى، وتلبيتها بأسرع وقت ممكن، خصوصا توفير السكن الملائم لعدد من الأسر المعوزة وصيانة وتوسعة عدد آخر منها وتنفيذ مشروعات خدمية، إضافة إلى دراسة أوضاع الأهالي الاجتماعية والمعيشية.

قرية (قاسم) دير الكهف والهاشمية والثغرة لم تكن الأولى ولا الأخيرة في الزيارات الملكية وإنما استمرار لعهد هاشمي منذ البداية .

 

 نقرأ في ذلك اهتمام الملك بتهيئة الظروف المناسبة والأحوال المعيشية الكريمة للمواطنين وهي سنة حميدة ورثها جلالته عن الآباء والأجداد والمتمثلة في إغاثة الملهوف كما إنها عنوانا في إنسانية الملك.

وفي «يوم الطفل» لم ينس الملك رغم مسؤولياته الكبيرة هذه الفئة من مجتمعنا والتي هي بحاجة إلى كل لمسة حنان ويد عطوف تمثلت في أيادي جلالته  التي ترسم على شفاههم البسمة .

الزيارات الملكية هدفها الاقتراب من الناس وملامسة أوجاعهم وحاجاتهم والوقوف على متطلباتهم وهنا يتوجب على الجميع والحكومات استخلاص المعاني والعبر من المبادرات الملكية والاقتداء بها ودفع الآخرين إلى الاقتراب وملامسة العنوان الأبرز المتمثل في تعزيز التكافل الاجتماعي والتواصل مع الناس فالأردن يعيش أبناؤه فيما بنيهم الأسرة الواحدة ..atef_atmeh@yahoo.com