شومان ... وأنا

غدا الأثنين الموافق السابع من تشرين الأول ، حسب معلوماتي ، وابتداء من السادسة والنصف مساء، حيث سيفتتح هذا الموسم بجناب حضرتي ، وأكون ضيفا على منتدى عبد الحميد شومان الثقافي في عمان الدوّار الأول، للحديث عن تجربتي في الكتابة الساخرة (يا هملالي)،والحديث عن كتابي الأخير (اطلق قمرنا يا حوت) الذي صدر عن منشورات ضفاف في بيروت، لغايات التوسع عربيا في مجال الكتابة الساخرة الأردنية .
سوف يقدمني – كما علمت- الصديق الشاعر راشد عيسى ، ثم اتسلم عصا التتابع للحديث عن نفسي، وهو امر لا أحبذه كثيرا، لأني ببساطة لا أجد ما اقول ،فأنا انسان مفرط في العادية ، كنت فقيرا بشكل اعتيادي كغيري من الاردنيين ، وما انا الا الفرد الأردني مكررا . ولكن.
ولكن الميزة الوحيدة عندي، مثل بقية الزملاء الساخرين ، انني قادر على الرقص فوق الجراح ، وقادر على تحويل المشاعر العادية التي يشعر الجميع بما يشابهها بالتاكيد، قادر على تحويلها الى مادة مكتوبة ، والى نص مكتوب، فيفرح الناس عند قراءته أو سماعه ، لأنه ببساطة يقول ما يقولونه تحديدا ، لكأنني مجرد ناقل لمشاعرهم على الورق ، وهذا ليس فضلا كبيرا ، ولا تشريفا عظيما ، بل هو أقرب الى التكليف.
بالمناسبة أنا اعاكس الإتجاهات النقدية التي تدعي بأن الكتابة الساخرة هي أصعب أنواع الإبداع ، وأنها وأنها وأنها ...، وبدون تنظير ، فقد اثبت الربيع العربي صدق مقولتي ، حينما انتزع الشباب العربي الخوف من قلبه وكسر هالة البروبوغندا حول الزعماء ، وعنها انطلق روحه من سجن الرعب ، فتحول الشباب العربي الى كتل هائلة من الساخرين.
الان تجدون على مواقع التواصل الإجتماعي العشرات، وربما المئات، وربما عشرات الألوف من الساخرين الرائعين ، كل ما في الأمر انهم لم يصدروا كتبا ، او يحتكروا زوايا ساخرة في الصحف الرسمية يقضون شيخوختهم بها، كما افعل انا. حتى الشابات العربيات تمكنّ من كسر النظرية العالمية التي تقول بندرة الكاتبات الساخرات في العالم ، حيث تجد الكثير من الساخرات المذهلات على مواقع التواصل ، ومنهن الكثير من الأردنيات .
اتركوني بحالى ، لأكتب ما انوي تلاوته غدا، والتشبيح عليكم بمعط الحكي ، الذي اجيده ، لكني اقول لكم ، لا تجيبوا سيره، فما أنا الا مجرد مواطن اردني عادي مسكين هالهبلات ، مثل كذا مليون مواطن اردني .
بالمناسبة ، الدعوة عامة تماما ، ويشرفني حضوركم جميعا.